بدأت الأحداث الدائرة في البيت الداخلي لهيئة تحرير الشام في إدلب تثير الكثير من التساؤلات، وسط التوقعات بأن هناك “صراع أجنحة” هدفه إحداث انقلاب داخلي.
وتتباين الآراء حول ما إذا كان الاقتتال الداخلي داخل الهيئة ناتجا ببساطة عن خلافات أيديولوجية، أو إذا كان هناك صراع أعمق على السلطة.
ويرى مراقبون أن هناك احتمالية حدوث انقلاب داخلي يتم تدبيره داخل هيئة تحرير الشام، يمكن أن يؤدي إلى حدوث تحول في السلطة داخل الهيئة، لافتين إلى أن الهيكل الداخلي لهيئة تحرير الشام كان مصدر نزاع، حيث تتنافس أجنحة مختلفة على السلطة.
ولفت مراقبون إلى أنه في الأشهر الأخيرة، تصاعدت التوترات حيث اشتبكت أطراف مختلفة داخل الهيئة حول أيديولوجيات واستراتيجيات متباينة، ومع اشتداد الصراع على السلطة، أصبح من الواضح بشكل متزايد أن الديناميكيات الداخلية لهيئة تحرير الشام تشكل مسار الجماعة وربما تؤثر على عملياتها الخارجية.
وبينما يجادل البعض بأن هناك بالفعل صراعًا على السلطة داخل هيئة تحرير الشام، يؤكد آخرون أن أي خلافات ظاهرة هي مجرد طبيعة استراتيجية.
وحول ذلك، قال أحد أبناء الشمال السوري لمنصة SY24، إن “ما جرى خلال الأيام الماضية هو صراع داخلي، لكنّ الجولاني استطاع كشف أبو ماريا القحطاني قبل أن يكشفه القحطاني، أو ربما لا علاقة للعمالة، مجرد تحجيم من خلال إلصاق تهمة فيه إن سردنا قليلا بالتحليل، ولكن لا يستبعد أن من قام بحملة العملاء هو القحطاني، وعندما وصل الأمر إلى مقربين جدا من الجولاني، اتهمه بالعمالة وقام باعتقاله وتحجيمه قبل أن يصل لرأس الأفعى”.
وأضاف “بجميع الأحوال الهيئة لم تعد تتخذ تلك الصبغة (تنظيم إسلامي متشدد)، بل باتت تأخذ شكل مؤسسة سياسية يتصارع أعضائها ويتلونون من أجل الحفاظ على مناصبهم وبقائهم”.
بدوره قال ناشط سياسي من أبناء منطقة إدلب لمنصة SY24، “نعم اليوم بات البيت الداخلي في صراع حميم ما بين الأجنحة الحاكمة في هيئة تحرير الشام خاصة بعد أن شهدت إدلب الكثير من الانتهاكات بحق المدنيين العزل الرافضين لسياسة الهيئة في إدارة المنطقة، لكن الخطر الحقيقي على المنطقة هو الإعلان الرسمي من قبل الهيئة عن تلك الخروقات التي أدت إلى وصول المعلومات حول طبيعة من يقطن المنطقة الشمالية من سوريا إضافة إلى اعتقال (أبو ماريا القحطاني) الرجل الأول المنتدب من تنظيم القاعدة لإدارة إدلب، رغم وجود أبو محمد الجولاني في سدة السلطة إلا أن أبو ماريا يمتلك السلطة والقدرة على التحرك والقيادة بعيدا عن الجولاني”.
وتابع “أرى بأن الهيئة اليوم باتت تأكل نفسها نظرا لأن هنالك خروقات كبيرة أطاحت بالعديد من الشخصيات وربما قد تشمل مجموعات جديدة من قيادات الصف الأول، رغم أن الهيئة حاولت ضبط المشهد من خلال مسك العصا من المنتصف إلا إنها أصبحت عاجزة أمام البراغماتية والتنقل بين ضفاف التخديم الدولي، وأصبحت علاقة مكونات الهيئة نفعية أكثر من أنها عقائدية كما كانت في السابق”.
وأشار إلى أن هنالك اليوم حالة تذمر من هذا الواقع حتى من قبل المنتمين إلى صفوف الهيئة، معتبرا أنه في الأيام القليلة القادمة سنشهد كشف المزيد من الملفات التخادمية التي من شأنها كسر شوكتها في حاضنتها الاجتماعية بشكل متسارع.
ولفت إلى أن لسان حال الشارع اليوم هو “أين البديل في حال انتهاء مشروع الهيئة”، لذا ربما يتخوف الأهالي من اجتياح محتمل بعد أن ينتهي مشروع الهيئة، وبالتالي ما يربطهم بالهيئة من حيث المبدأ أصبح مهزوزا، وربما قد تقدم الهيئة على سلوكيات تستفز مشاعرهم مما سيجبرهم على المواجهة المباشرة معها، وما سينتج عن تلك الحالة ضعف المنطقة عموما، وهذا من شأنه أن يفسح المجال للنظام وحلفائه بالتفكير جديا لدخول المنطقة رغم أن هنالك اتفاقيات دولية لما يخص ماهية إدلب.
وختم بالقول “تبقى الإجابة على هذا التساؤل بأن من فرض حالة الهيئة قادر على إنهائها في الوقت الذي يراه مناسبا لإنهاء مشروعها”.
وقبل أيام، أعلنت الهيئة أنه ألقى القبض على القيادي أبو ماريا القحطاني، بتهمة التواصل مع جهات خارجية واستغلال منصبه لهذا الغرض، ما دفع بكثير من المراقبين للترجيح بأن التفكك بات يضرب البيت الداخلي للهيئة، وفق