حذّرت تقارير غربية من خطر الأفكار التي تحملها نساء عناصر داعش، وذلك على الأطفال في مخيم الهول بريف الحسكة شرقي سوريا.
وأكدت التقارير أنه لا يمكن التقليل من أهمية الدور الذي تلعبه الأمهات في تلقينهن العقائدي لأطفالهن في المخيم، حيث يقمن على إعطاء أبنائهن دروساً أسبوعية من “عقيدة ومنهجية” تنظيم داعش، وكذلك مناقشة طرق تعزيز قوتهم البدنية حتى يكونوا مستعدين لمحاربة “الأعداء”.
وتسعى بعض هؤلاء النساء المحتجزات الآن بشكل عاجل إلى الحصول على أموال لإخراج أنفسهن وأطفالهن من المخيمات، إذ أن الدافع لتأمين هروب الأطفال جزئيًا ينبع من غياب خيارات الإعادة إلى الوطن، حسب التقارير الغربية.
كما أظهرت تقارير إعلامية جديدة لقطات من داخل مخيم الهول تظهر الخيام في الزوايا النائية والمعزولة لقسم المهاجرين في المخيم، الأطفال والمراهقون وهم يخضعون للتدريب القتالي ويمارسون فنون الدفاع عن النفس، كما يتعلمون أيضًا بناء وتخزين الأدوات البدائية.
كما تحدثت التقارير عن مؤشرات أقوى على نزوع الأطفال المتزايد نحو العنف تحت تأثير أمهات بعينهن من نساء تنظيم داعش.
وحول ذلك، قال ناشط سياسي من أبناء المنطقة الشرقية لمنصة SY24، بطبيعة الحال الأمهات هنّ من يقمنّ على تغذية أطفالهنّ حسب الأفكار التي يحملن، والتربية هي بالنتيجة للأمهات، لذلك المخاوف الأكبر هي من الأمهات، إذ يجب التركيز عليهنّ بشكل أكبر وتخصيص وقت كافي لإخضاعهنّ لدورات تأهيل ودمج ودروس سلوكية لمدة لا تقل عن عامين، وتوزيع تلك النساء على أكثر من منطقة بعد التأهيل لهنّ.
وأشار إلى أن الأطفال في هذه الحالة يحتاجون أيضاً إلى دورات تدريبية سلوكية تربوية، لتغيير السلوك الذي كان متبع قبل ذلك، والأهم هو فصل الأطفال من السن السادسة فما فوق عن عوائلهم خلال تلك الدورات التدريبية لمدة لا تقل عن ستة أشهر، وذلك لضمان تغيير السلوكيات التي كانت متبعة سابقاً ومن ثم دمجهم في المدارس مع أقرانهم من الأطفال السوريين، حسب تعبيره.
ووسط كل ذلك تتزايد الدعوات لإخراج الأطفال من المخيم، حتى دون أمهاتهم، وهو الأمر الذي أثار الكثير من الجدل، حيث تشدد منظمات مثل “أطباء بلا حدود” و”أنقذوا الأطفال” و”هيومن رايتس ووتش” على أهمية مواصلة العمل لما يصب في صالح الطفل، ولكن لا توجد منظمة اقترحت بشكل مباشر فصل الأطفال عن أمهاتهم.
ومع ذلك، يحذر الخبراء الغربيون من خطورة تبني الأطفال أفكارا متطرفة، وتحولهم إلى متطرفين في حالة استمرار بقائهم في المخيم.