شهدت مدينة ديرالزور استنفارًا أمنيًا كبيرًا من قبل قوات النظام والميليشيات المسلحة الموالية لها، بالإضافة إلى قيام الأجهزة الأمنية بتنفيذ عدة دوريات في الأحياء السكنية والشوارع العامة، وذلك بسبب قيام عدد من الشباب بكتابة عبارات وشعارات مناهضة للنظام ومؤيدة للحراك الثوري الأخير الذي اندلع في مدن درعا والسويداء والشمال السوري.
وفي إطار هذا السياق، أقامت قوات النظام حواجز عسكرية على الجسور الحربية والمدنية في ديرالزور للمرة الأولى منذ عام 2017، جاء ذلك بعد أن قام عدد من الأشخاص المجهولين برفع علم الثورة السورية فوق جسر كنامات في المدينة، بالإضافة إلى رفعه المنطقة القريبة من جسر محمد درة في منطقة حي الحويقة، حيث دفعت هذه الأحداث الأجهزة الأمنية إلى تعزيز تواجدها في المنطقة وزيادة التدقيق في هويات المارة.
مراسل منصة SY24 في ديرالزور أشار إلى قيام مجموعة تطلق على نفسها اسم “حركة رمح الأمة” برفع أعلام الثورة السورية في المدينة وبعض مدن وبلدات الريف المحيط بها، بالإضافة إلى كتابة عبارات وشعارات مناهضة للنظام ومؤيدة للحراك الشعبي في السويداء ودرعا على جدران عدد من المدارس والأبنية الحكومية، وقيامهم بنشر منشورات ورقية في بعض الشوارع والأحياء المزدحمة بالسكان.
وفيما يتعلق بتحركات الأجهزة الأمنية، ذكر المراسل، نقلًا عن مصادر خاصة، أن اللجنة الأمنية والعسكرية في ديرالزور عقدت اجتماعًا مغلقًا شمل جميع أعضائها، بالإضافة إلى قادة الأفرع الأمنية والشرطية وقيادات في ميليشيا الدفاع الوطني وميليشيا العشائر.
وأفادت المصادر بأن الهدف من هذا الاجتماع هو وضع خطة لمواجهة أي احتجاجات قد تحدث في المستقبل في المدينة، والاستعداد لنشر المئات من عناصر الميليشيات المسلحة عند مداخل المدينة وفي الأسواق العامة والشوارع الرئيسية، ومنح هؤلاء العناصر صلاحيات اعتقال أي شخص يشتبه فيه دون العودة إلى القضاء أو الشرطة المدنية.
إلى جانب ذلك، أعلنت اللجنة إلغاء كافة الإجازات التي منحت لعناصر قوات النظام والأجهزة الأمنية التابعة لها، وطالبت بالالتحاق بقطعهم العسكرية في أسرع وقت ممكن، وتم تشديد الإجراءات عند المعابر النهرية غير الشرعية مع مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، التي شهدت بدورها احتجاجات كبيرة قام بها أبناء ريف ديرالزور لدعم الحراك الشعبي المناهض للنظام في باقي المحافظات السورية.
“مها الأحمد”، طالبة جامعية من سكان حي القصور بدير الزور، أكدت أن الوضع في المنطقة أصبح لا يطاق بسبب تشديد الإجراءات الأمنية وتفتيش المارة والتضييق عليهم، وانتشار المئات من عناصر الميليشيات الإيرانية والروسية والمحلية في الشوارع واستعدادهم لاستخدام القوة ضد أي شخص يعارضهم، ورغم هذا الوضع، لا يزال الشباب يبدي نشاطًا في كتابة شعارات مناهضة للنظام والدعم للحراك، ومن المتوقع أن يستمر هذا النشاط ويزداد تطورًا في المستقبل، بما في ذلك رفع أعلام الثورة وإزالة صور النظام وقادة الميليشيات الإيرانية”.
يشار إلى أن الأيام الأخيرة شهدت دعوات محلية للاحتجاجات السلمية في مدينة دير الزور، وذلك ردًا على الأوضاع المعيشية الصعبة في المدينة، حيث يطالب السكان بتحسين الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء والرعاية الصحية والتعليم، بالإضافة إلى توفير فرص عمل للشباب وتخفيف الإجراءات الأمنية الصارمة ووقف عمليات الاعتقال التعسفية، وتزامنت هذه الاحتجاجات مع رفع أعلام الثورة السورية في بعض المواقع الحكومية، وهذه التحركات تترافق مع الانتفاضة الشعبية التي تشهدها السويداء ودرعا والمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا.