تلوث مياه الفرات يهدد بأزمة صحية شرق سوريا

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

انخفض منسوب نهر الفرات في ريف دير الزور الغربي، مما أدى إلى توقف معظم محطات تصفية المياه في المنطقة عن العمل وخروجها عن الخدمة بشكل كامل، هذا الأمر دفع الأهالي إلى استخدام وسائل بدائية للحصول على المياه، مثل حفر الآبار السطحية أو شراء المياه من الصهاريج التي توزعها في المنطقة بأسعار مرتفعة نسبيًا، مما زاد من الأعباء المالية على الأهالي.

وعلى الرغم من أن انخفاض منسوب نهر الفرات في ريف دير الزور الغربي تسبب في توقف محطات ضخ المياه عن العمل، إلا أنه أدى أيضًا إلى ارتفاع معدلات التلوث داخل مياه النهر، وهذا بدوره زاد من معدلات الإصابة بالعديد من الأمراض المتعلقة بتلك المشاكل، وخاصة بين الأطفال وكبار السن.

مصادر طبية في ريف دير الزور الغربي أفادت بارتفاع ملحوظ في معدلات الإصابة بأمراض الكوليرا واللشمانيا خلال الأسابيع الأخيرة، وخصوصًا في المجتمعات الأشد فقرًا، مثل سكان المخيمات العشوائية المنتشرة في المنطقة وبين العائلات الفقيرة التي لا تمتلك مواردًا كافية لتأمين مياه شرب نظيفة.

المصادر نفسها أكدت أن أكثر من 500 شخص أصيبوا بمرض الكوليرا منذ منتصف هذا العام، بالإضافة إلى حوالي 450 شخصًا، معظمهم أطفال، أصيبوا بمرض السحايا، وأكثر من 1000 شخص آخر أصيبوا بمرض اللشمانيا، هذا دفع إلى دعوات محلية لتوفير محطات تصفية مياه إضافية في المنطقة وتأمين مياه شرب نظيفة للأهالي، بالإضافة إلى زيادة الاهتمام بالخدمات الصحية في المنطقة.

مصادر طبية أخرى أشارت إلى وجود ارتباط وثيق بين ارتفاع عدد المصابين ببعض الأمراض المنقولة وانخفاض منسوب مياه نهر الفرات وتلوثه، ويعود ذلك إلى تشكل مستنقعات ملوثة وانتشار الحشرات الناقلة لهذه الأمراض بالقرب من تلك المستنقعات، إلى جانب غياب الوعي الصحي لدى بعض الأهالي الذين يلقون القمامة ومخلفات تكرير النفط في الأنهار، مما أثر بشكل مباشر على المياه والحياة النهرية في تلك المنطقة.

لجنة الصحة التابعة لـ “الإدارة الذاتية”، التي تدير مناطق شمال شرق سوريا، دعت المجتمع الدولي والمنظمات والدول المانحة إلى ضرورة توفير محطات تصفية مياه حديثة ومتطورة بسرعة، وتوفير مواد التعقيم اللازمة لها بهدف تأمين مياه شرب نظيفة ومعقمة لأكثر من نصف مليون شخص يعيشون في ريف دير الزور الغربي.

يشار إلى أن المناطق في شمال شرق سوريا تعاني من أزمة مياه حادة خلال السنوات السابقة، يعزى هذا الأمر إلى استمرار تراجع منسوب مياه نهر الفرات والأنهار الأخرى والبحيرات المنتشرة في المنطقة، جنبًا إلى جنب مع تناقص معدلات هطول الأمطار مقارنة بالأعوام السابقة، هذا الانخفاض في الموارد المائية سبب أيضًا جفاف معظم الآبار التي تعتمد على المياه الجوفية، ويُضاف إلى ذلك، ارتفاع نسبة التلوث في المياه نتيجة للممارسات البيئية الجائرة ورمي النفايات ومخلفات تكرير النفط في مصادر المياه المنتشرة في المنطقة.

مقالات ذات صلة