لم تعد ألبسة البالة ملاذ شريحة واسعة من الأهالي في مدينة إدلب، بعد أن أصبحت أسعارها تفوق أسعار الملابس الجديدة، حسب قول من تحدثنا إليهم، مؤكدين أن رخص الأسعار هي أبرز أسباب لجوء الشخص للشراء من محلات البالة.
تقول “سحر” شابة عشرينية من أهالي مدينة إدلب في حديثها إلى منصة SY24: إن “أسعار ملابس البالة والحقائب والأحذية المستعملة أصبحت توازي أسعار الملابس الجديدة، بل وتزيد عنها في بعض المحلات، وهذا ما جعلني اشتري من الملابس الجديدة، إذ يبقى الجديد أفضل من المستعمل”.
تخبرنا أنها “كانت تفضل الألبسة الأوربية المستعملة فهي ذات جودة عالية، وأقمشتها من النوع الممتاز، وألوانها ثابتة، حتى أن الألعاب والحقائب لأطفالها كانت تشتريهم من البالة فهي متينة ومميزة، غير أن الأشهر الأخيرة شهدت ارتفاع ملحوظاً في الأسعار وأصبحت أغلى من القطع الجديد “.
بالعودة إلى” أبو جهاد” تاجر وصاحب المحل بيع ألبسة البالة في إدلب، أكد في حديثه إلينا أنه” يتم استيراد ملابس البالة ودفع ثمنها بالدولار، ومع ارتفاع سعر الصرف زادت الأسعار، إذ تتراوح أسعار القطع حسب نوعها وجودتها بين 1_ 5 دولار، وهناك قطع قد يصل ثمنها إلى 20 دولار، إذ تتنوع الملابس بين نخب أول وثاني وثالث، ويباع كل نوع بسعر مختلف، فالقطع ذات النخب الأول تباع بسعر أعلى من باقي القطع، لتحمل خسارة باقي القطع”.
تستورد ألبسة البالة في “ربطات” يصل وزنها إلى خمسين كيلو، تكون معبأة في حاويات كبيرة، ثم تفرز حسب وهناك ما هو مخصص للحرق يشتريه بعض الأشخاص بالوزن لاستخدامه في التدفئة شتاءً.
لم يعد التسوق من محلات الألبسة المستعملة يستهوي “سناء” وهي أم لثلاثة أطفال، اعتادت على كسوة أطفالها من ألبسة البالة، منذ تردي الوضع المعيشي والاقتصادي لمعظم الأهالي في المنطقة، ما جعلهم يفضلون البالة، ويقصدون المحلات والبازارات الشعبية، إذ كان بإمكانهم في السابق الحصول على قطع ذات جودة عالية وبأسعار مناسبة، قبل موجة الغلاء الأخيرة.
تخبرنا مستنكرة ارتفاع الأسعار دون مبرر، وتقول: إن “سعر الفستان لابنتها الصغيرة 200 ليرة تركية في البالة أي مايعادل 8 دولار تقريبا، بينما يمكن أن تجد فستاناً بـ 100 ليرة في سوق الألبسة الجديدة! وكذلك وصل سعر حقائب اليد النسائية إلى 200 ليرة، بينما يمكن أن تجدها بسعر أقل بكثير في باقي المحلات المتخصصة ببيع القطع الجديدة”.
وأضافت أن كثيراً من محلات بيع البالة تبيع الملابس الوطنية المستعملة على أنها أوربية أو أجنبية وهي رديئة جداً ولا تصلح للاستعمال حسب قولها.
حيث طال الغلاء الفاحش وارتفاع الأسعار، وانخفاض قيمة الليرة التركية المتعامل بها في الشمال السوري، أمام سعر الدولار ملابس الفقراء وأماكن تسوقهم وأصبحت معظم السلع والألبسة والأحذية المستعملة لا تناسب دخلهم ولا قدرتهم الشرائية.