بجيوب خاوية.. هل يمكن للسوريين تحمل تكلفة القرطاسية في الموسم الدراسي؟

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

يرخي شهر أيلول ثقله على السوريين في الداخل، فهو يجمع بين عدة مواسم تحتاج تجهيزات كثيرة بمبالغ مرتفعة، بدءاً من موسم استقبال المدارس والتحضير لها، وصولاً إلى تجهيز المونة واستقبال الشتاء، وتأمين لقمة العيش وسط ظروف اقتصادية ومعيشية متهالكة.

إذ يستقبل معظم الأهالي في دمشق وريفها وباقي مناطق سيطرة النظام، الموسم الدراسي بجيوب فارغة، وقدرة شرائية شبه معدومة، أمام ارتفاع كبير في أسعار المستلزمات المدرسية، بعد أن تضاعف عن العام الماضي بنسبة تصل إلى 100 بالمئة، ما جعل تكلفة تجهيز طالب واحد تصل إلى نصف مليون ليرة سورية.

وحسب ما رصده مراسلنا في العاصمة، فقد ارتفعت أسعار القرطاسية بشكل ملحوظ وتفاوت الأسعار حسب الجودة والحجم، فيبدأ سعر الدفاتر 3000 _ 6500 ليرة سورية حسب عدد الصفحات، بالمقابل سجلت أسعار الحقائب المدرسية ما بين 60 ألف وصولاً إلى 200 ألف ليرة سورية، وكذلك زادت أسعار الملابس المدرسية وتفاوت بين المرحلة الابتدائية والمراحل الأخرى، إذ وصل سعر (الصدرية) إلى 80 ألف ليرة، ولباس المرحلتين الإعدادية والثانوية تراوح مابين 150 _ 200 ألف ليرة سورية.

هذه الأسعار المرتفعة جعلت عائلات كثيرة اليوم، تعجزعن تأمين القرطاسية والملابس والكتب لأطفالها، والتي تحتاج قرابة نصف مليون ليرة سورية لتجهيز طالب الواحد، وهو مبلغ يفوق راتب الموظف بعدة أضعاف، الأمر الذي سبب أعباء إضافية على شريحة كبيرة من الأهالي، إضافة إلى الأزمات المعيشية والاقتصادية التي يعانون منها بالأصل.

خيارات محدودة تواجه الأهالي في استقبال الموسم الدراسي هذا العام، تقول السيدة الثلاثينية “فاتن” مقيمة ريف دمشق، وأم لثلاثة أطفال، اثنان منهم في المرحلة الابتدائية والآخر في الإعدادية، تقول في حديثها إلينا: إنها “عاجزة عن شراء جميع اللوازم لأطفالها وأنها ستكتفي بتجهز ولد واحد، أما الطفلين الآخرين فيلبسون حقائب وملابس العام الماضي، لأن قدرتها الشرائية أقل بكثير من شراء كل شيء جديد لأولادها” .

بينما يعتمد كثير من الأهالي على الاستعارة من الأقارب أو الجيران، ومنهم من يلجأ إلى شراء ما يلزمه من أسواق المستعمل والبالة، بعد أن أصبحت الملابس الجديدة خارج حسابات معظم الأسر هذا العام، فهناك عائلات كثيرة كحال عائلة “فاتن ” تحتال على ظروفها المعيشية المتردية، وتتنازل عن معيار الجودة على حساب التكلفة، وتبتاع ما يلزمها دون التركيز على جودة المواد، لعدم قدرتها على دفع مبالغ إضافية.

وكانت وزارة التربية في حكومة النظام قد حددت يوم الثالث من أيلول 2023 موعداً لبدء العام الدراسي 2023 / 2024 في جميع المدارس الرسمية والخاصة.

كذلك ارتفعت الأسعار في مناطق الشرقية وشمال غربي سوريا إذ لا يختلف الأمر كثيراً عن مناطق النظام، فقد تضاعفت أسعار القرطاسية أيضاً عن العام الماضي، بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار، حسب ما أكده عدد من التجار ما تسبب بانتشار الركود في الأسواق وتراجع المبيعات.

وتلجأ كثيرات من الأمهات إلى إصلاح حقائب وملابس أطفالهن القديمة، ليتم ارتداؤها هذا العام  لعدم قدرتهن على شراء حقائب جديدة، لكن بالوقت نفسه لا خلاص من شراء القرطاسية وباقي اللوازم الأخرى.

 بالوقت الذي يعاني فيه السوريون من ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة، يزيد الموسم الدراسي من الأعباء المالية عليهم، ما دفع كثير منهم إلى التخلي عن التعليم والبحث عن مصالح لأطفالهم بدلاً من إكمال دراستهم، وحسب أحدث تقرير للأمم المتحدة، أكد فيه أن 90 في المئة من السوريين يقعون تحت خط الفقر وغير قادرين على تأمين احتياجاتها الضرورية.

مقالات ذات صلة