حذرت منظمات إنسانية من اتفاق الأمم المتحدة مع النظام السوري على إدخال المساعدات إلى شمال غربي سوريا، وذلك عبر بيان صحفي مشترك لها صدر اليوم الجمعة، حسب ما رصدته منصة SY24.
وفي التفاصيل التي تابعتها المنصة تبين أن أكثر من 85 منظمة ومؤسسة سورية غير حكومية، أكدت رفضها القاطع لاعتماد الأمم المتحدة موافقة نظام الأسد، كخطوة أساسية من الناحية القانونية لدخول المساعدات الإنسانية إلى الشمال السوري وحذر من آثار كارثية لهذا القرار على العملية الإنسانية، حسب وصفها.
ونبهت تلك المنظمات إلى أن وصول المساعدات الإنسانية التي تخرج من نطاق سيطرة النظام يعد قانونيًا وفقًا للقانون الإنساني الدولي، ولا يحتاج إلى موافقة من النظام أو تفويض من مجلس الأمن الدولي مؤكدة على ضرورة استمرار الجهات الدولية والمحلية غير الحكومية في تقديم المساعدات الإنسانية وفقًا لاحتياجات السكان السوريين.
كما دعت الأمم المتحدة إلى إعادة النظر في موقفها القانوني والسماح لوكالاتها بمواصلة أعمالها في المنطقة خلال عام 2024 وما بعده، مشددة على أهمية استمرار المانحين في تمويل البرامج الإنسانية التي تضمن وصولاً كريما وفعالًا للمساعدات إلى المواطنين الذين يعيشون في شمال غرب سوريا، مع مراعاة تراجع التمويل الإنساني في البلاد بشكل عام، فحسب تقديرات الأمم المتحدة، يحتاج حوالي 15.3 مليون سوري إلى حماية ومساعدات إنسانية خلال عام 2023، وهذا هو أعلى رقم منذ بداية الصراع في سوريا في عام 2011.
وأشار المتحدث الأممي إلى أن المساعدات الإنسانية تصل حاليًا إلى الأراضي السورية عبر معبري بريين هما “باب السلامة” و”الراعي” مع تركيا.
من الجدير بالذكر أن روسيا استخدمت حق النقض (الفيتو) بمجلس الأمن في يوليو الماضي، ما تسبب بفشل في تجديد آلية المساعدات الإنسانية إلى سوريا، وتوقف دخول المساعدات من معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، مع استثناء دخول المساعدات عبر معبري باب السلامة والراعي حتى 13 آب الجاري، قبل تمديده 3 أشهر.
وفي وقت سابق استنكرت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، توقف إمداد الشمال السوري المساعدات الإنسانية، والتي تهدد حياة عشرات آلاف المدنيين في مناطق شمال غربي سوريا، مؤكدة على موقفها القانوني المعلن منذ ثلاث سنوات بأن إدخال المساعدات الأممية ليس بحاجة إلى إذن من مجلس الأمن.
وحذرت من تحول المساعدات الإنسانية إلى أداة لتمويل ودعم النظام الذي ارتكب جرائم عديدة ضد الشعب السوري، وأنه لا يمكن الاعتماد عليه في إيصال المساعدات الأممية إلى الأهالي في الشمال السوري وهو من تسبب في نزوحهم وتشريدهم.