سلّطت مصادر اقتصادية الضوء على معاناة الشباب السوري تحت حكم النظام السوري، حيث يواجهون صعوبات في استكمال دراستهم والعثور على فرص عمل.
ويرى البعض في الهجرة الفرار من هذه الأوضاع القاتمة، ولكن التحديات تظل كبيرة بغض النظر عن الخيار الذي يختارونه.
واعتبرت المصادر أنه لا يمكن وصف حال الشباب بما يعانون ويواجهون يومياً، إلا على أنه “جريمة بحقهم وبحق طموحهم ومستقبلهم”.
وذكرت هذه المصادر أن الواقع الاقتصادي المعيشي الضاغط يقف حائلاً أمام مستقبل الشباب السوري، سواء على مستوى استكمال دراستهم أو على مستوى فرص العمل المتاحة، فبالكاد يمكن للشباب السوري العادي اليوم الاعتماد على أجره لتأمين حياة كريمة لنفسه أو حتى لأسرته، وفق تعبيرها.
ويبدو أن الواقع القاتم هذا دفع بالعديد من الشباب إلى اعتبار الهجرة كخيار هروب نحو مجهول قد يكون أفضل بقليل، إذ تعتبر الهجرة الخروج الوحيد من هذا الواقع الصعب.
وتشير بعض التقارير ومنها ما هو صادر عن منصة “قاسيون”، التي ترصد أخبار الواقع الاقتصادي في مناطق النظام، إلى أنه لم يعد أي شاب سوري، إلا المحظوظون منهم، يفكر اليوم في بناء أسرة.
من جانبها، إيمان ظريفي، ناشطة إنسانية وفي مجال المناصرة، أشارت في حديثها إلى منصة SY24، إلى أن “الشباب السوري يواجه واقعًا مريرًا ومستقبلًا مجهولًا تحت حكم الأسد، حيث قام نظامه بتحطيم آمال الشباب في بناء مجتمع والمشاركة في لبناته الأساسية، وذلك من خلال سياسته التجويعية وسياسة الذل والقهر، وبالتالي، يجد الشباب أنفسهم عاجزين عن إيجاد حلاً لهذه المشكلات الكبيرة، وحتى القادرين على مغادرة البلاد يحتاجون إلى فترة طويلة للانخراط في المجتمع الجديد بسبب معاناتهم السابقة تحت حكم الأسد”.
وبينما يبحث الشباب السوري عن سبل للتغلب على هذا الواقع الصعب، تبقى الهجرة خيارًا يبدو مغريًا للبعض، لكنها تأتي مع تحديات كبيرة تضاف إلى معاناتهم السابقة في وطنهم، حسب الناشطة ظريفي.
وفي النهاية، يبقى الشباب السوري محاصرين بين واقع مرير وآمال مجتمعهم المحطمة، مما يجعل الهجرة خيارًا محتملًا للبعض، وفق قولها.
ورغم التحديات الكبيرة التي تواجههم، إلا أن هؤلاء الشباب يظلون يصرون على البحث عن طرق لتحقيق أحلامهم وبناء مستقبل أفضل، سواء داخل وطنهم أو في البلدان التي يختارون الهجرة إليها، إنما تبقى الجدب والقهر سمات هذا الواقع الصعب الذي يجبر الشباب السوري على اتخاذ خيارات صعبة من أجل البقاء والنجاة، بحسب الناشطة أيضاً.
وبين الفترة والأخرى يؤكد عدد من القاطنين في مناطق النظام السوري، أن “الهجرة” إلى بلد آخر هو السبيل الوحيد للتخلص من تكاليف الحياة المعيشية التي تشهد ازديادًا غير مسبوق عاماً بعد عام.
ويُحمّل كثيرون النظام وحكومته مسؤولية الأحوال الاقتصادية المتردية، مؤكدين أنه لا أحد يهتم بالمواطن السوري وأن النظام وحكومته لا دو لهم سوى مشاهدة ما يعانيه المواطن الذي اضطر للاستغناء عن كثير من الاحتياجات اللازمة له، حسب تعبيرهم.