تزامناً مع الموسم الدراسي لهذا العام انطلقت مبادرات عدة لترميم المدارس في شمال غربي سوريا، بعد خروج قسم كبير منها عن الخدمة، جراء القصف في السنوات السابقة فضلاً عن تأثر عدد آخر في زلزال شباط مطلع العام الجاري.
انطلقت مشاريع ومبادرات عديدة لترميم المدارس وإعادة تأهيلها بهدف زيادة قدرة وصول الطلاب إلى التعليم الجيد وخلق بيئة تعليمية مناسبة، بعدما أصبحت 80 بالمئة من المدراس في الشمال السوري بحاجة إلى ترميم أو إعادة بناء كامل حسب تقرير سابق لفريق “منسقو الاستجابة”.
مدرسة ” محمد الفاتح” في مدينة أعزاز بريف حلب الشرقي، واحدة من المدراس التي طالتها عمليات الترميم
على يد متطوعين من عمال الطلاء ومتطوعين آخرين نشطوا في فن الرسم الغرافيتي على جدران المدرسة
وأظهرت صور خاصة حصلت عليها عدسة منصة SY24 الوضع السيء للمدرسة قبل الترميم من ناحية الجدران والنوافذ والغرف الصفية والباحة المدرسية، وافتقارها إلى البنية التحتية.
وقد تطوع عدد من الشبان والشابات لإعادة تأهيلها بحيث عن طريق تنفيذ نشاط الطلاء والرسم على لجدران المدرسة نفذه المتطوعون/ات بجهود فردية، بهدف مساعدة الطلاب على العودة إلى المدرسة وتوفير البيئة المناسبة لهن، فضلاً عن تأهيل ملعب كرة قدم في باحة المدرسة، ووضع الألعاب الترفيهية فيها أيضاً.
استهدف النشاط مجموعة شباب بهدف تعليمهم مهنة الطلاء والرسم وتمكينهم اقتصادياً وتعزيز روح التعاون بينهم من خلال التدريب العملي، واستمر النشاط عشرة أيام تحت إشراف مدربين مهنيين وحرفيين.
كما تضمنت المبادرة بالإضافة إلى طلاء جدران المدرسة وتجميلها وتزيينها بالرسم الغرافيتي لخلق بيئة جاذبة للأطفال ومناسبة للتعليم، أنشطة أخرى منها إعادة ترميم الجدران المهدّمة، وشبكات الكهرباء والمرافق الصحيّة، وإعادة تركيب الأبواب وإصلاح النوافذ المحطمة،بحيث تساهم المدرسة بعودة كثير من الطلاب المنقطعين عنها مع بدء الموسم الدراسي.
حيث يواجه قطاع التعليم في الشمال السوري تحديات عديدة أبرزها النقص في عدد المدارس والمنشآت التعليمية المؤهلة لاستقبال الطلاب، الأمر الذي تسبب في زيادة نسبة الطلاب المتسرّبين من المدارس بسبب الكثافة السكانية العالية، وعدم قدرة المدارس الموجودة على استيعاب جميع الطلاب، ما استدعي خلق مبادرات تطوعية لتأهيل المدراس الموجودة وإعادتها إلى الخدمة.