أعلنت مديرية التربية في محافظة دير الزور بدء العام الدراسي الجديد للعام 2023-2024 لطلاب المراحل التعليمية الثلاث الأساسية والإعدادي والثانوي، ومع توقعات بانخفاض عدد الطلاب هذا العام بسبب التسرب من مقاعد الدراسة نتيجة للظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة التي يواجهها السكان وصعوبة تحمل تكاليف تعليم أبنائهم في المدارس الحكومية.
وتزامن بداية العام الدراسي مع نداءات من أهالي دير الزور لتجهيز وإعادة تأهيل المدارس والمؤسسات التعليمية لتقديم خدمة تعليمية أفضل وحل مشاكل الازدحام في الفصول وصيانة دورات المياه وتوفير المحروقات للمدافئ في الشتاء والمزيد من المستلزمات الأساسية.
وتشير تقارير إلى أن معظم المدارس لم يتم صيانتها بشكل كافي في الصيف، وبعضها تعرض لعمليات سرقة ونهب للمقاعد الدراسية والأسلاك والكابلات الكهربائية، مما أثر بشكل كبير على بيئة التعلم.
وبالرغم من تقديم مقترحات من مديرية التربية لإعادة تأهيل المدارس، إلا أنها تواجه صعوبات مالية وتم رفض معظم هذه المقترحات من قبل وزارة التربية، كما تمت الموافقة على صيانة بعض المدارس من قبل منظمات دولية، لكن فساد مسؤولي المديرية حال دون إتمام الصيانة بالشكل المطلوب.
هذه التحديات تجعل أهالي دير الزور يشعرون بقلق بشأن تأثيرها على جودة التعليم وسلامة الطلاب، ويطالبون بتحسين الوضع والاهتمام بالمدارس والمرافق التعليمية.
مها، معلمة في مديرية التعليم الأساسي بدير الزور، تعبر عن قلقها الكبير بشأن الوضع التعليمي في المدينة. تسلط الضوء على نقص العدد المدارس المتاحة لاستقبال الطلاب وعلى عدم إعادة تأهيل المدارس التي تعرضت للدمار جراء هجمات القوات النظامية والروسية في السابق. بالإضافة إلى ذلك، تشير إلى أن المدارس في الأحياء التي لم تخرج عن سيطرة النظام، مثل الجورة والقصور وهرابش، تفتقر إلى الصيانة اللازمة، مما يشكل تهديداً كبيراً لعملية التعليم.
وتوضح مها أن المدارس في هذه الأحياء غير قادرة على استيعاب العدد الكبير من الطلاب، مما أدى إلى تقسيم الدوام إلى فترتين صباحية ومسائية، مما يشكل تحديًا إضافيًا للمعلمين ويؤثر على فرص العمل للخريجين الجدد الذين يرغبون في العمل في مجال التعليم.
وتتهم مها مسؤولي مديرية التربية بالفساد والسرقات، وتشير إلى أن هذا السلوك يعيق عمليات الصيانة ويؤدي إلى إهمال عملية التعليم، بالإضافة إلى إنفاق الحكومة أموالًا طائلة على صيانة الحدائق والملاهي وخدمات غير ضرورية بدلاً من صيانة المدارس والمرافق الصحية والخدمية الأساسية.
يذكر أن قوات النظام والطيران الحربي الروسي قد دمرت أكثر من 100 مدرسة ومركز تعليمي في مدينة دير الزور خلال السنوات التي شهدت سيطرة فصائل المعارضة السورية على بعض الأحياء فيها. كما استمرت الميليشيات الإيرانية والمحلية في احتلال العديد من المدارس في أحياء هرابش والصناعة والعمال في شرق المدينة، وتحويلها إلى مراكز عسكرية ومستودعات للذخيرة ومراكز للاعتقال، ورفضها تسليم هذه المدارس لمديرية التربية، حيث يجبر هذا الوضع الطلاب في تلك الأحياء على السير مسافات طويلة للوصول إلى مدارس بديلة.