يتصدر حراك السويداء الشعبي واجهة الأحداث الميدانية في الملف السوري، وسط استمراره لنحو أسبوعين تقريباً.
وكان من اللافت للانتباه في حراك السويداء هو اللافتات الساخرة من النظام السوري وأجهزته الأمنية إضافة للسخرية من حكومته وقراراتها المتعلقة بالواقع الاقتصادي والمعيشي المتردي.
ومن اللافتات التي تم رصدها في حراك السويداء “الموز ولا البازيلا”، و”لسنا نحن من تديّنا من روسيا وإيران ولا نعترف ببيع أراضينا”، و”أنا طالب سوري ما معي حق أقلام”، و”لما الحرّة بتطلع كل الساحة بتسمع”، و”يا بشار باي باي بدنا نشوفك بلاهاي”، و”اللي بيحلف يمين كاذب يا ويلو من الله”، و”معك اتديني رئيس لآخر الشهر؟”.
وكان من العبارات المكتوبة واللافتة للانتباه “مرطبات ونيّف”، في إشارة إلى ادعاء النظام بأن من خرج ضده في التظاهرات عددهم بضعة آلاف ونيّف، حسب زعمه.
وحول ذلك قال الناشط السياسي سهيل ذبيان لمنصة SY24، إن القضية لا تقف عند شعار ساخر أو رسم كاريكاتوري، فالأنظمة الشمولية والأنظمة القمعية في ظل الديكتاتور بتقديري الشخصي لا تقف عند قضية شعار ساخر فالناس قامت عليه وثاروا وأسقطوا.
وأضاف، هذا الاستفزاز من طبيعة الديكتاتور النرجسية فهو يحب نفسه بشكل قاتل، وهي طبيعة مشتركة عند كل شيء اسمه ديكتاتور أو عند كل حاكم متغطرس أو عند كل حاكم لا يرى الناس إلا مجرد عبيد، ونظام الأسد عبّر عن هذا بوقاحة بأنهم جراثيم وأن من خرج ضده عدد ونيّف، أي أنه ليس سوى مجرد إنسان مريض غير قادر على الاستيعاب أن هناك أشخاص لا تحبه ولا تريده، وبالتالي من الطبيعي أن يُستفز وأن يحاول بكل الوسائل قمع أي حراك.
وتابع، أن النظام جنّد أكبر عدد ممكن على السوشيال ميديا لانتقاد الحراك بطريقة مضحكة واتهامه باتهامات باطلة، بأن حراك الدروز يسعى للدولة الدرزية مثلاً، ما يدل على ضحالة تفكير هذا الديكتاتور وضحالة تفكير من حوله، والأهم أنه لا إمكانية لديه على الاستيعاب لأنه نرجسي وأناني، وفق قوله.
يشار إلى أن حراك السويداء يمتاز بالحضور النسائي الملحوظ، واللواتي يحاولن إيصال الرسائل بأنهن إلى جانب المتظاهرين وأنهن يطالبن بإسقاط النظام ورحيل الأسد، حيث يهتفن بأعلى الصوت “ارفع صوتك، واجه خوفك، حريتك بتهز جبال”، إضافة إلى الكثير من الهتافات الأخرى المنددة بالوضع المعيشي والاقتصادي المتردي.
ويلقى الحراك الشعبي في السويداء تضامنا واسعا من السوريين في باقي المحافظات، على أمل الوصول إلى حل دولي جذري ينتهي بإسقاط النظام وأذرعه الاقتصادية والأمنية والعسكرية، حسب مراقبين.