ما الذي يدفع خريجات الجامعة في الحسكة للعمل في غير اختصاصهم؟

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

“بعد تخرجي مباشرةً بحثت عن عمل في نفس مجال تخصصي إلا أنني لم أجد نفسي إلا في محل لبيع الألبسة النسائية وباتت شهادتي الجامعية معلقةً على جدار غرفتي دون أي داعٍ لها”.

بهذه الكلمات وصفت الشابة “نيفين ابراهيم” ما يحدث مع الفتيات عند تخرجهم من الجامعات في مدينة الحسكة وعدم عثورهم على فرص عمل حقيقية في المجال الذي تخصصوا فيه، نتيجة “التدهور الاقتصادي الكبير الذي تعاني منه المنطقة وانتشار الواسطة والمحسوبية داخل المؤسسات الحكومية والمنظمات الدولية والمحلية العاملة في المدينة”.

وقالت في حديثها مع مراسلة SY24 في الحسكة: “تخرجت من جامعة الفرات فرع الحسكة من كلية التربية قسم علم النفس منذ قرابة ثلاثة سنوات، وإلى الآن لم أجد الفرصة المناسبة للعمل بشهادتي التي تعبت كثيراً للحصول عليها، وذلك كون تخصصنا غير مطلوب بشكل كبير كباقي التخصصات مثل معلم الصف ورياض الأطفال وغيرها من التخصصات التربوية، مادفعني إلى الاتجاه للعمل في سوق المدينة”.

وأضافت أن “معظم خريجي علم النفس يواجهون صعوبة بالغة في العثور على عمل في ظل العادات والتقاليد التي تشتهر بها مدينة الحسكة وخاصةً فيما يخص الأمراض النفسية والعقلية، وعدم اعتراف الأهالي بهذه الأمراض بشكل مباشر، ما دفع عدد كبير منهم لرفض التعامل مع الأخصائيين النفسيين سواءً داخل المدارس والمؤسسات التعليمية أو لدى المؤسسات الرسمية”.

من جانبها، تقول “غزل السلامة”، وهي خريجة معهد التقاني للعلوم المالية والمصرفية، أنها “اضطرت للعمل لدى صالون نسائى للحلاقة كونها لم تجد أي وظيفة تناسب شهادتها الدراسية، فيظل سعيها لإعالة طفلها الوحيد بسبب غياب والده عنه بحكم الانفصال، الأمر الذي زاد من الأعباء المترتبة عليها وبالذات فيما يتعلق بالاهتمام بعملها و إعالة عائلتها وتربية ابنها”، على حد تعبيرها.

وقالت في حديثها مع مراسلة SY24 في الحسكة: “تخرجت من المعهد التجاري منذ أكثر من 7 سنوات وقدمت على عشرات الوظائف الحكومية والرسمية ولدى الإدارة الذاتية وحتى لدى المؤسسات الخاصة، ولكني لم أحصل على فرصتي لديهم لعدم امتلاكي أي واسطة تزكيني أمام مدراء تلك المؤسسات، واليوم أنا أعمل في صالون تجميل نسائي وأصبح لدي خبرة جيدة في هذا العمل”.

وأضافت:” قضية عدم استطاعتي العمل بشهادتي لا تتعلق بالناحية المادية فحسب بل تتعداها إلى الناحية النفسية أيضاً، وذلك كوني تعبت ودرست فترات طويلة للحصول على هذه الشهادة التي لم تستطع أن توفر لي فرصة عمل واحدة، أما من الناحية المادية فأنني أستطيع اليوم شراء كل ما أحتاج إليه بسبب عملي في صالون الحلاقة”.

وتشهد مدينة الحسكة انتشاراً كبيراً لعمالة الفتيات والنساء في السوق المحلية وخاصةً في مهن جديدة مثل العمل كمحاسبة في المطاعم والكافتيريات، وكبائعات في مراكز بيع الجملة والمفرق وغيرها من المهن التي كانت محصورة لدى الرجال والشباب، وذلك بسبب الأوضاع الاقتصادية التي تعاني منها معظم الأسر ومحاولة الفتيات مساعدة ذويهم في تأمين المستلزمات الضرورية لهم.

في الوقت الذي تشهد فيه مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” زيادة واضحة في معدلات البطالة بين الشباب مع غياب فرص العمل الحقيقية بالنسبة لهم، واتجاه معظمهم لبيع كل ما يملك والهرب باتجاه أوروبا، ناهيك عن تردي الأوضاع الاقتصادية والأمنية وغيرها من العوامل التي أثرت بشكل مباشر وغير مباشر على حركة البيع والشراء داخل السوق، وأضعفت القدرة الشرائية للمواطن الذي بات يفضل شراء حاجياته الأساسية على الكماليات.

مقالات ذات صلة