أقرّ مصدر طبي في مناطق النظام السري، بازدياد حالات سوء التغذية وفقر الدم لدى الأطفال بشكل مضاعف.
وأكد رئيس قسم الأطفال في مستشفى المجتهد، قصي الزير، أن “الحرب الاقتصادية والحصار على سوريا أثرا على جميع المستويات العمرية وخاصة الأطفال وازدادت حالات سوء التغذية وفقر الدم لديهم بشكل مضاعف في المحافظات كافة”.
ولفت إلى أن حالات سوء التغذية منتشرة في المحافظات الشرقية دير الزور، الحسكة، الرقة، مرجعاً السبب إلى الإهمال الصحي المتواجد فيها.
واعترف بأن الغلاء المعيشي في ريف دمشق كان له دور كبير بسوء التغذية عند الأطفال، وهناك أطفال سريعي النمو ويعانون من عوز في الحديد والفيتامينات مثل فيتامين B12.
مصدر طبي آخر أكد وجود زيادة في عدد الحالات بالآونة الأخيرة بعد تردي الأوضاع الاقتصادية، وعدم تغذية الأمهات الحوامل والرضع، محذراً أن هذا سيؤثر على صحة الجنين ونموه.
ولفت إلى وجود حالات لدى أطفال أعمارهم بين 5 – 6 سنوات على حافة سوء التغذية أي لم يصلوا بعد لفقر الدم، لكنهم لم يحصلوا على الغذاء الصحي المناسب ما يؤدي إلى تراجعهم في الأداء الدراسي، ومن الممكن أن يؤدي إلى حالات اكتئاب وانطواء لديهم بسبب نقص الفيتامين والحديد والزنك، حسب التحذيرات.
وحول ذلك قالت الناشطة في المجال الإنساني والإعلامي مايا عصملي لمنصة SY24، إن الأمر ليس بجديد، فمناطق سيطرة النظام تشهد واقعا طبيا وصحيا مترديا إضافة إلى الواقع الاقتصادي المزري، وبالتالي كل ذلك يؤثر سلبا على النساء الحوامل والمرضعات والأطفال على وجه الخصوص، بسبب نقص الغذاء وشح المواد وغلاء الأسعار، وقد تم رصد الكثير من الحالات الطبية على سبيل المثال التقزم وقلة النمو، إضافة إلى انتشار الأمراض الأخرى”.
وأكدت أنه من الضروري أن تتابع المنظمات الدولية الصحية والإنسانية ما يحري للقاطنين في مناطق النظام، خصوصا وأن النظام السوري وحكومته لا يأبهون بحال السوريين وأطفالهم، والدليل أنهم غير قادرين على إيجاد الحلول للأزمات التي تتفاقم يوما بعد يوم”، حسب تعبيرها.
ونهاية العام 2022، أشارت مصادر اقتصادية من مناطق النظام إلى أن ارتفاع أسعار الحليب ومشتقاته من ألبان وأجبان إضافة إلى ارتفاع أسعار البيض واللحوم البيضاء منها والحمراء، أدى إلى استغناء أغلبية الأسر عن تلك المواد الغذائية الأساسية وإقصائها عن موائدهم، وبالتالي أدى إلى ظهور حالات كثيرة من سوء التغذية بين أطفالهم.
في حين أنذرت مصادر طبية أخرى من “وجود حالات فقر دم لدى الأطفال بنسبة 20% بحسب المسح التغذوي، إضافة إلى سوء تغذية بنسبة 22 % للأمهات الحوامل والمرضعات، والذي ينعكس سلباً على بنية الحمل، ما ينذر بأننا مقبلون على واقع ظهور أجيال ذات بنية ضعيفة وقامات متقزمة في ظل الوضع المعيشي السيئ”، حسب تعبيرها.