أعلنت لجنة التربية والتعليم في مجلس الرقة المدني عن بدء العام الدراسي الجديد 2023-2024 وذلك في المراحل التعليمية الثلاث الأساسي والإعدادي والثانوي في جميع مدارس المدينة والريف المحيط بها، وسط إقبال وصف بـ”المتوسط” من جهة الطلاب في ظل الظروف والأوضاع الاقتصادية والأمنية التي تشهدها المنطقة.
الإعلان عن بدء العام الدراسي الجديد تزامن مع دعوات أطلقها ناشطون محليون لتحسين الواقع التعليمي في مدينة الرقة بغرض مكافحة انتشار ظاهرة الأمية بين الأطفال وخاصةً الفتيات، وذلك نتيجة تسرب عدد كبير منهم من المدارس واتجاه الشباب إلى سوق العمل بغرض مساعدة عائلاتهم على تأمين قوت يومهم.
مراسلة منصة SY24 في مدينة الرقة قالت إن عدداً كبيراً من الشباب والفتيات امتنعوا هذا العام عن الالتحاق بمدارسهم بسبب عدم قدرة ذويهم على تحمل تكلفة تعليمهم المرتفعة، ناهيك عن رفض عدد كبير من الآباء إرسال أطفالهم الذين دخلوا في سن الدراسة النظامية، أي سن السادسة، من الذهاب إلى المدرسة.
المراسلة أشارت، نقلاً عن عن مصادر في لجنة التربية والتعليم في الرقة، إلى تناقص عدد الأطفال الذين التحقوا بمقاعد الدراسة في الصف الأول الابتدائي بنسبة بلغت 20% مقارنةً بنفس الفترة الزمنية من العام الماضي، ما ينذر بزيادة واضحة في نسبة الأمية في المدينة التي تعاني أصلاً من انتشار واسع لهذه الظاهرة منذ أكثر من عشر سنوات.
بعض النشطاء المحليين أطلقوا عدة حملات توعوية سواءً في الساحات العامة لمدينة الرقة أو على وسائل التواصل الاجتماعي بهدف مكافحة ظاهرة الأمية في المدينة والريف المحيط بها، مع مطالبات بتحسين الواقع التعليمي وتخفيف المصاريف الدراسية وتوزيع القرطاسية واللباس المدرسي على الطلاب بشكل مجاني، مع تخصيص وسائل نقل خاصة بالمدراس وبالذات بالنسبة لقاطني المخيمات العشوائية المنتشرة في المنطقة.
“ماهر العبدالله”، أحد النشطاء المحليين في مدينة الرقة، ذكر أن “ظاهرة الأمية في المدينة باتت من إحدى الظواهر الخطيرة التي تهدد مستقبل أطفال المنطقة، بسبب الانعكاس السلبي للوضع الاقتصادي والمعيشي للأهالي على الواقع التعليمي، ناهيك عن تأثر الأطفال وعائلاتهم بالأعمال القتالية التي شهدتها المدينة منذ عام 2013 وإلى اليوم، بالإضافة إلى حالة الفلتان الأمني التي تشهدها المنطقة مؤخراً”، على حد وصفه.
وفي حديثه مع منصة SY24 قال:” في ظل حالة اللامبالاة التي يواجهها الأطفال وذويهم من قبل لجنة التربية والتعليم في مجلس الرقة المدني، باتت ظاهرة الأمية من أخطر الظواهر التي تهدد المدينة مؤخراً، حيث رفضت اللجنة تقديم أي مساعدات مادية ولوجستية للطلاب الفقراء ما دفع ذويهم للامتناع عن إرسالهم إلى المدارس هذا العام وتفضيلهم الزج بهم في سوق العمل”.
وأضاف أن “الفتيات الصغيرات هن الأكثر تأثراً بظاهرة الأمية بسبب عادات المنطقة وتقاليدها السلبية التي تحرم الفتيات من حقهم في التعليم، ناهيك عن تفضيل العديد من العائلات وخاصةً في ريف الرقة إبقاء بناتهم خارج المدارس بغرض الاستفادة منهن في الأعمال المنزلية وفي الأراضي الزراعية وتزويجهن لاحقاً”.
والجدير بالذكر أن العملية التعليمية في مدينة الرقة، الخاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، قد شهدت العديد من الانتكاسات، بدايةً مع سيطرة تنظيم داعش على المدينة لأكثر من خمس سنوات ورفضه تدريس الفتيات في المدارس وفرض مناهج خاصة به على الطلاب، وعدم إعادة تأهيل المدارس التي تضررت بسبب الحرب، ما حرم شريحة واسعة من الأطفال من حقهم في التعليم.