يتواصل حراك السويداء الشعبي والمُطالب بإسقاط النظام السوري وأذرعه، ويستمر معه محاولات التشويش على هذا الحراك من أطراف تحاول دعم رأس النظام بشار الأسد سواء ماكيناته الإعلامية أو الأمنية والمجموعات التابعة لها.
وفي المستجدات، حذّر ناشطون إضافة إلى شبكات محلية من أن هناك أطراف تسعى لنهب مؤسسات الدولة وإلصاق التهمة بالمتظاهرين، وذلك لتعطيل الحراك الشعبي وطابعه السلمي المطالب بالانتقال السياسي في البلاد.
وفي السياق، تحدثت شبكة “الراصد” التي تنقل أحداث السويداء، أن عدداً من مكاتب مديرية النقل تعرضت للسرقة والتخريب، وأن عدداً من الكابلات الكهربائية قطعت وسرقت أيضاً، نقلاً عن مصدر في المديرية.
وذكر المصدر ذاته، أن السرقات تكررت بشكل كبير خلال الأشهر الماضية، خاصة الأكبال الكهربائية، أما عملية اليوم فهي قد تكون مقصودة لاتهام الحراك الشعبي بشكل مباشر أو غير مباشر بالحادثة، علماً أن هناك من يسوق لهذا الأمر علناً لكن الجميع يعرف من المستفيد من التخريب، وفق شبكة الراصد”.
وحول ذلك، قال الأكاديمي أحمد الحمادي ابن الجنوب السوري لمنصة SY24، إن “بؤر الفساد في مؤسسات النظام المجرم ذات جذور عميقة ممتدة من رأس الهرم حتى أدنى المراكز الوظيفية المؤثرة، مع تشبيك الفاسدين في المؤسسة أو الدائرة الحكومية من المدير العام إلى لجنة الشراء ولجان المزايدات والمناقصات ولجان التوظيف وغيرها، والمرتبطة مع المتعهدين وأصحاب المصالح في علاقات مشبوهة تنتج فسادا وخرابا لهذا القطاع أو ذاك وتعود بعائدات الفساد على هؤلاء اللصوص والمرتشين من الجهاز الإداري في الدائرة، مستخدمين وسائل خبيثة لا تخطر على البال لتحقيق نتيجة فسادهم ولصوصيتهم”.
وأضاف أن “الفساد في سورية متجذر منذ السبعينات ومن لا يتماشى معه في قطاعات الدولة يعصف به التيار القاهر النافذ ليطيح به إما تحطيما وتهميشا أو العزل من الوظيفة، ويبدأ الفساد منذ التقديم للوظيفة والرشوة والمحسوبية للحصول عليها و تتفاوت مبالغ الرشوة بحسب الوزارة فأعلاها في الخارجية والقضاء والجمارك، وتتفاوت بعدها بحسب الوظيفة وأهميتها ومركزها، وبالطبع من يحصل على الرشوة ويمارس المحسوبية كأنه يلقن الموظف المستجد درسا بليغا يقول فيه (لكي تكون أمورك ماشية فعليك بالرشوة كفاعل ومتلقي، فيد واستفيد، وبذلك بدأت ظاهرة اللصوصية والفساد”.
وتابع أنه “وبطبيعة الحال أجهزة الدولة ومديرياتها في السويداء هي ضمن هذه التركيبة الفاسدة، مع العلم بأنها الأقل فسادا لوجود مراقبة عامة من الأهل في السويداء والقلة منهم كمواطنين من يقدم الرشاوي للمسؤولين، وهذا ليس تحيزا لأهل السويداء بل حقيقة وكل محافظة درعا تعرفه عنهم”.
وزاد بالقول “أما عن نشر النظام المجرم لملفات فساد وعن سرقات في بعض المديريات في السويداء في هذا الوقت بالذات بعد أن اشتعل الحراك الشعبي فيها، قد يكون من باب صرف الأنظار عن الحراك و شيطنته، مع العلم بأن هذه السرقات قد حدثت قبل حدوثه، وهذا يثبت حقيقة الحراك الشعبي ضد نظام فاسد قاتل مجرم سرق السلطة والدولة كاملة وحوّلها لمزرعة تتصرف بها العصابة الحاكمة المجرمة كما يحلو لها”.
ومضى بالقول “أما بالنسبة للحراك الشعبي في السويداء الجميع في السويداء يجمع على الحفاظ على مؤسسات الدولة المختلفة وعدم إلحاق أضرار فيها، ولا يتم إلا نزع صور ورموز الاستبداد والفساد من على واجهاتها وتحطيم اللوحات التذكارية التي تدل على الطاغية المستبد الأكبر حافظ وخلفه بشار، وهذا لا يعتبر سرقة بل الصور تمزق أو تحطم و ترمى في حاويات الزبالة، والدوائر والأبنية غير الخدمية كفرع الحزب ومتشعباته واتحاد العمال والفلاحين، تم تلحيم أبوابها باللحام لمنع الدخول والخروج منها وعدم قيامها بأدوارها التشبيحية مع المحافظة عليها من أي تخريب”.
وختم بالقول “نعم الحراك الشعبي في السويداء حضاري، ومن يزرع الورد والزنيق في الساحات العامة لن تطاله اتهامات باطلة يحاول النظام وأجهزته إلصاقها بالحراك والمتظاهرين والمحتجين، وكل محاولة شيطنة الحراك ستبوء بالفشل الذريع، وسيحقق شعبنا السوري هدفه في نهاية المطاف في الحصول على حريته وإقامة دولة الوطن والمواطن والقانون والخلاص من دولة المزرعة والعصابة المتحكمة بها”.
وكان اللافت للانتباه، أن بعض أذرع النظام بدأت تروج لاتهام المتظاهرين بنهب وتخريب مديرية النقل على سبيل المثال، مشيرين إلى أن “الحراك يحتاج إلى مصاريف”، في تلميح منهم إلى وقوف أصحاب الحراك وراء استهداف وتخريب مؤسسات الدولة، وفق ما تم رصده.
في حين رد ناشطون على أن كافة المؤسسات التي كانت تتعرض للسرقات والتخريب، ستتحول إلى دوائر نزيهة بسبب الحراك السلمي والقائمين عليه، وفق تعبيرهم.
ومنذ أكثر من أسبوعين، يستمر توافد عشرات المحتجين و المحتجات إلى ساحة الاعتصام “الكرامة” وسط مدينة السويداء، معلنين استمرارهم