تباينت الآراء حول ما يجري من تطورات في البادية السورية، وخصوصا على صعيد تراجع مرتزقة “فاغنر” الروسية من بعض النقاط التي كانت تنتشر فيها ضمن المنطقة.
وفي وقت رجّح مراقبون أن تنظيم داعش سيكون المستفيد الأكبر من هذا التراجع، قلل آخرون من أن يكون لداعش وخلاياه أي استفادة تذكر من وراء انسحاب “فاغنر” من بعض النقاط في البادية السورية.
ناشطون مهتمون بالشأن الميداني اعتبروا أن وجود مرتزقة “فاغنر” بدأ يتضاءل في منطقة البادية بعد مقتل زعيمها بريغوجين، مشيرين إلى وجود خلافات بين “فاغنر” وميليشيات مساندة لقوات النظام أو مدعومة منها في عموم المنطقة بريف حمص الشرقي وصولا إلى بادية دير الزور.
الخبير الاستراتيجي العقيد أحمد حمادة قال لمنصة SY24، إن “داعش موجود بمجموعات صغيرة في منطقة البادية وتقوم بأعمالها العسكرية ضد أرتال النظام والميليشيات في نقاط معينة”.
وأضاف أن انسحاب فاغنر من بعض المواقع في البادية يمكن أن يتيح فرصة أكبر لداعش بالتحرك، ولكن الكلام أن يستفيد داعش بشكل كبير من انسحاب فاغنر فهي دعاية من أجل أن تبقى عصابات فاغنر في سوريا”.
وتابع “لكن داعش تنظيم تم ضربه بقوة وانتهت قوته المركزية والرئيسية ولم يبقَ له أرض يتمسك بها أو قوات كبيرة، بل هو عبارة عن مجموعات متناثرة في بعض المواقع، كانت موجودة حتى قبل فاغنر ويتحركون بما يمكن أن تسمح لهم الظروف في ذلك”.
وتحدث مراقبون أن ما سيتيح لداعش حرية التنقل في البادية بعد تراجع “فاغنر”، هو أن قوات النظام لا تمتلك قوة “فاغنر” عسكريا، وفق تعبيرهم.
من جهته، قال الناشط السياسي مصطفى النعيمي لمنصة SY24، إن “الاستثمار في الفوضى ستكون هدفاً أساسياً بالنسبة للتنظيم نظرا لأنه يعتمد تكتيك الذئاب المنفردة في تنفيذ عملياته العسكرية، وبالتالي ما زالت ضبابية المشهد تسمح لهم حرية الحركة في المنطقة ضمن مجموعات لا تتواصل مع مجموعات أخرى تعمل معهم في نسق واحد وربما دون تواصل، نظرا لأن ما يجمعهم هو إضعاف خصومهم”.
وتابع “أما فاغنر فأعتقد بأنهم غير قادرين على التحرك في ظل الاستهدافات الأمريكية المتتالية نظرا لأن تحركاتهم ضمن مبدأ الجيوش الكلاسيكية، وبالتالي هم مكشوفون بالنسبة للطيران الأمريكي فلم يعد هناك أي جدوى من تحركاتهم في ظل تنامي التهديد الأمريكي لهم في البادية السورية عموما”.
وفي أيار/مايو الماضي، أفاد مراقبون وتقارير متطابقة، أن مرتزقة “فاغنر” ستعود إلى منطقة البادية بريف حمص الشرقي، وذلك بحجة محاربة تنظيم داعش.
وحسب ما نقلت المصادر ذاتها، فإن تنظيم داعش استغل غياب مرتزقة “فاغنر” بعد سحب قواتها وتوجهها إلى القتال في أوكرانيا.
وكان اللافت للانتباه، تأكيد التقارير الغربية أن تنظيم داعش يتحدى قوات “فاغنر” في البادية السورية، لافتة إلى أن داعش غالبًا ما يعتمد على الكمائن والأسلحة الصغيرة والعبوات الناسفة مستندة إلى سنوات خبرتها في هذه الجبال، الأمر الذي تسبب بإعاقة تقدم قوات النظام وميليشياته المساندة.