افتتحت “ريم” 32 عاماً، محلاً صغيراً في أحد شوراع مدينة إدلب منذ عام تقريباً، بغية العمل في مجال بيع الألبسة النسائية، وأدوات الزينة ومواد التجميل بعد اكتسابها خبرة من خلال تجارة الألبسة في منزلها قبل أعوام، ما جعلها تقتحم سوق العمل بقوة حسب تعبيرها.
“ريم” سيدة أرملة، تعيش مع والدتها وطفلتها الصغيرة بعد وفاة زوجها بقصف طال منزلهم في ريف إدلب الجنوبي، حيث دفعتها الظروف المعيشية الصعبة إلى الاعتماد على نفسها في تأمين مصروف عائلتها، ولاسيما أنها المعيلة الوحيدة القادرة على العمل في أسرتها.
إذ تلجأ نساء كثر إل سوق العمل سواء في التجارة أو العمل بالمهن اليدوية، أو معامل الخياطة، أو حتى العمل في الأراضي الزراعية والحصاد ضمن ورش جماعية قوامها عشرات النساء والفتيات، بعد أن حالت الظروف المختلفة في إكمال تحصيلهن العلمي، فكان السوق وميدان العمل مساحة حرة لإثبات قدراتهن على النجاح والإنتاج وتحدي الصعاب كحال “ريم” وغيرها من السيدات.
تخبرنا في حديثها إلينا، أنها واجهت صعوبة في بداية العمل، من ناحية تسويق السلع في المنزل واعتمدت على دائرة معارفها الضيقة وأقاربها وصديقاتها، واستعانت بوسائل التواصل الاجتماعي والتسويق الإلكتروني لعرض القطع وبيعها مع إمكانية ايصالها الزبائن ضمن المدينة، إلى أن تمكنت من افتتاح المحل الخاص بها ووسعت بيعها وتجارتها.
تقول: “لقد أصبحت أقوى من قبل، وزادت ثقتي في نفسي، وأرى هذه الثقة في عيون طفلتي، ودعاء والدتي كل صباح”.
كذلك انخرطت “وئام” وهي شابة عشرينية في ورشة خياطة ضمن مدينة إدلب، تقول إنها لجأت للعمل بعد ترك المدرسة، ليس فقط بسبب تأمين دخل مادي لها، بل أيضاً لاكتساب مهارات جديدة في الحياة، والدخول في سوق العمل والإنتاج، وتحقيق اكتفاء معيشي يتعلم مهنة ما، وسط ظروف معيشية واقتصادية صعبة جداً في المنطقة.
الحديث أكثر حول أهمية عمل المرأة، تقول “سوسن زيدان” مديرة سابقة لمركز تدريبي في ريف إدلب، لمنصة SY24: إن “تمكين المرأة في ميدان العمل سواء بالمهن أو التجارة تؤثر إيجابياً في الحالة النفسية لها، من خلال اكتسابها مهارات وخبرات جديدة، والاعتماد على نفسها، واستقلالها مادياً يجعلها تواجه التحديات والظروف المعيشية بشكل أفضل، وتصبح قادرة على تأمين احتياجات أسرتها”.
وأشارت في حديثها إلينا أن “حاجة المرأة للعمل أصبحت ضرورة خاصة بعد زيادة عدد النساء الأرامل اللواتي فقدن أزواجهن في الحرب أو الاعتقال، وأصبحن معيلات لأسرهن بشكل كامل، ووقعت عليهن مسؤولية تربية الأطفال وتعليمهم وتلبية متطلباتهم اليومية، فضلاً عن انتشار ظاهرة الفقر وانخفاض الدخل، وتردي الوضع الاقتصادي بشكل عام في المجتمع”.