يدفع المواطنون في مناطق سيطرة النظام ثمن الإهمال والفساد الحكومي وتردي الوضع الخدمي على جميع الأصعدة، إذ يعاني الأهالي في حي “الحجر الأسود” جنوب دمشق، من عدم وجود أغطية الريكارات في الشوارع، الأمر الذي تسبب بوقوع عشرات الأطفال وكبار السن فيها، مع عجز واضح من قبل البلدية في إصلاحها.
مراسلنا رصد في الحي وجود أكثر من 75 فتحة صرف صحي دون غطاء، بسبب سرقتها بشكل متكرر، فضلاً عن سوء الخدمات الكبير الذي يحظى به الحي، من انعدام الإنارة في الطرقات ليلاً، وخروج العديد من أحياء المنطقة عن الخدمة بسبب الدمار الهائل والركام جراء القصف السابق.
وفي آخر المستجدات التي نقلها المراسل، أكد وقوع عدة حالات لأطفال المنطقة والتي باتت تتكرر بشكل يومي، وسجل يوم أمس الخميس وقوع طفلة لا تتجاوز 13 عام من عمرها في إحدى الريكارات المفتوحة، وتم إنقاذها بعد أن تعرضت لبعض الرضوض.
على خلفية ذلك قدم الأهالي العديد من الشكاوى إلى رئيس بلدية الحجر الأسود، ليكون الرد بأن البلدية قدمت على مشروع تأمين أغطية إلى مجلس المحافظة منذ أشهر ولم يتم الرد على الطلب إلى الآن.
وأشار الأهالي إلى أن هذه المعاناة هي جزء قليل من حقيقة الوضع السيء في الحي، فالخدمات لا تتوقف على أغطية الريكارات المفقودة فهي جزء بسيط من معاناتهم اليومية، التي تتجلى في انقطاع الكهرباء والمياه والخدمات الشبه معدومة، إضافة إلى خروج المدارس والمشافي عن الخدمة والدمار المنتشر في أحياء بأكملها.
وكانت منصة SY24 في تقرير سابق قد رصدت ظاهرة السرقة بعدة مناطق في شوارع دمشق، التي طالت أغطية الصرف الصحي، “الريكارات” المصنوعة من الحديد الفونت، ويصل سعرها إلى 350 ألف ليرة سورية.
وفي ذات السياق تساءل الأهالي عن دور المسؤولين في إصلاح أي خلل يلحق الضرر بالمواطنين، نتيجة استهتارهم وعدم محاسبة الجهات المقصرة، ووضع حد لسرقات أغطية الحفر الصحي وبيعها في السوق السوداء.
وفي وقت سابق، اكتفى المكتب التنفيذي في محافظة دمشق باستنكار انتشار ظاهرة سرقة الاغطية، دون وجود حل فعلي للمشكلة، فيما أثارت تصريحاته سخرية واسعة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين ارجعوا سبب السرقات إلى الوضع المعيشي السيء الذي يعيشه الأهالي في مناطق سيطرة النظام.
إذ وصل الوضع الاقتصادي المتردي، والغلاء الفاحش وارتفاع الأسعار، وتدني مستوى الدخل إلى دفع كثير من الأشخاص إلى السرقة لتأمين لقمة العيش، بعدما أصبحت أبسط مقومات الحياة ورغيف الخبز شغلهم الشاغل، كما يعاني المواطنين من نقص في قطاع الخدمات الأساسية ولاسيما في مناطق العشوائيات والضواحي إضافة إلى انتشار الأمراض والاوبئة نتيجة تراكم النفايات في الشوارع الرئيسية، ووجود حفر الصرف الصحي المكشوفة.