تفيد الأنباء الواردة من منطقة إدلب شمال سوريا، بأن هيئة تحرير الشام تستنفر قواتها من أجل السيطرة على معبر “الجمران” الذي يفصل مناطق سيطرة الجيش الوطني عن قوات قسد عند منطقة ريف منبج الشمالي بمحافظة حلب.
وحسب ما يتم تداوله فإن الفصائل التابعة للجيش الوطني بدأت برفع جاهزيتها، وذلك تحسباً لأي تطورات متعلقة بمسألة سيطرة الهيئة على المعبر.
وحذّر كثيرون من أن المنطقة على موعد مع ما يطلق عليه “حرب المعابر”، بالتزامن مع الأحداث الدائرة في المنطقة الشرقية بين العشائر السورية وقوات قسد والتوتر الأمني الحاصل هناك.
كما توالت التحذيرات من أن الهيئة تتجهز لشن عمل عسكري ضد فصائل الجيش الوطني السوري، بغية وضع يدها على المعبر.
وفي هذا الصدد، تحدث ناشط سياسي من أبناء محافظة حلب لمنصة SY24، قائلاً “أعتقد بأن الهيئة استثمرت عامل حرب العشائر ضد قسد وسربت عناصرها الأمنيين إلى قرية عبلة شرقي حلب، وذلك من خلال التعاون مع قيادات سابقة في أحرار الشام يطلق عليها أحرار عولان، وذلك بعد عزل قيادتها السابقة وانضمامها إلى الفيلق الثاني، وتحت ذريعة أن مقاتلي العشائر وصلت مجموعات ضمن صفوف الهيئة إلى المنطقة، والتي قد نشهد نشوب اشتباكات مستقبلية وتحت ذريعة عودة قيادي أحرار عولان وفرضهم بالقوة العسكرية ومن ثم الهيمنة على المنطقة وتسليم مقاليد أمورها للهيئة بعيدا عن الأهداف التي روّج لها لقتال قوات سوريا الديمقراطية”.
وأضاف أن استراتيجية الهيئة تنطلق من استخدام تكتيك السيطرة المتدرجة للوصول إلى الهدف الأساسي هو الوصول والسيطرة على كامل المناطق التي يسيطر عليها الجيش الوطني السوري ومعبر الجمران هو إحدى البوابات التي يعتبرها مصدرا اقتصاديا وتحويله إلى مصدر عسكري، وبالتالي أمام هذا التموضع الجديد يمنح الهيئة مناطق جديدة تدخل إليها في حال حصل متغير في خرائط النفوذ الدولية، لاسيما ما يجري في ريف إدلب الجنوبي من اشتباكات في خطوط التماس ما بين الهيئة والميليشيات التابعة للنظام السوري.
وتابع، تعتبر مناطق عمليات درع الفرات وغصن الزيتون ونبع السلام مناطق نفوذ تحت الرعاية التركية وتختلف عن محافظة إدلب التي سيطرت عليها فصائل المعارضة السورية منذ 2015، وأنشأ فيها نقاط مراقبة تركية تغيرت مواقعها بموجب تفاهمات روسية تركية، لكن مناطق العمليات التركية تخضع لاتفاقيات دولية لذلك يستميت الجولاني للسيطرة عليها وتحت ذرائع مختلفة غايته الوحيدة توسيع مناطق نفوذه، ومن ثم استخدامها في مراحل متقدمة كمكان آمن فيما لو أقدم النظام السوري وحلفائه على تنفيذ عملية اجتياح لإدلب، حسب وجهة نظره.
ومؤخراً، اعتبر المحللون في حديثهم لمنصة SY24، أن لدى الهيئة “خطة استراتيجية وغايات اقتصادية، خاصة بعد وصولها إلى مناطق ومعابر استراتيجية ومنها مدينة “عفرين” شرقي حلب، والتي باتت تحت سيطرتها بالكامل، حسب مصادر محلية.