تحت مسمى التعاون والنشاط، طلبت عدة مدارس “عامة” في الغوطة الشرقية، من الطلاب دفع مبالغ مالية مرتفعة تبدأ من خمسة آلاف، وتصل إلى عشرين ألف ليرة لطلاب المرحلة الثانوية، إلا أن الغريب بالموضوع حسب ما أكده أهالي الطلاب، أن هذه المبالغ تطلب منهم شهرياً، مع أنها كانت العام الماضي لا تتجاوز الألفي ليرة فقط، وتدفع لمرة واحدة بداية العام الدراسي كما جرت العادة.
وفي ذات السياق، قال مراسلنا في المنطقة: إن “كثيراً من المدارس في عدة بلدات من الغوطة الشرقية ولاسيما ومناطق المرج، باتت تعد المدارس العامة بمثابة مدارس خاصة بسبب تسلط المسؤولين والمدراء على الأهالي والطلاب في المنطقة، دون مراعاة الأوضاع المعيشية التي يعاني منها السكان” .
وذكر أن مدراء عدداً من مدارس بلدة “جديدة الخاص” القريبة من مطار دمشق الدولي، طلبوا بشكل إلزامي من الطلاب دفع مبالغ كبيرة بحجة جمع “التعاون والنشاط”،
وكل طالب يمتنع عن الدفع يتم تهميشه بشكل واضح، ومعاملته بطريقة غير لائقة أمام زملائه، وحتى إنزال العقوبات بحقه بشكل غير منطقي.
وأشار أحد أهالي المنطقة، ويدعى “أبو كمال” في حديثه إلى منصة SY24، أنه واجه مشكلة كبيرة مع مديري أولاده الخمسة، سواء في مدرسة الثانوية أو الإعدادية.
وقال لنا: إن “المدرسة فرضت مبالغ وصلت لأكثر من 100 ألف ليرة سورية عليه مطلع العام الدراسي، ما شكل عبئا مادياً كبيراً، فضلاً عن المبالغ التي دفعها ثمن قرطاسية، وحقائب، ومستلزمات مدرسية، في ظل الأوضاع المعيشية السيئة والمتردية، وتدني القدرة الشرائية لديه، مازاد في معاناته وتفكيره بإجبار قسم من أولاده على ترك التعليم، رغم أنهم من المتفوقين، لعجزه عن دفع تلك المبالغ المفروضة عليه.
كذلك أثرت هذه القرارات على عدد كبير من الأهالي، الذين بدورهم تقدموا بعدة شكاوى وبرقيات إلى مجلس محافظة ريف دمشق ووزارة التربية، لوضع حد لمدراء المدارس، حول تسلطهم على الأهالي والطلاب وتحميلهم أعباء فوق طاقتهم، إلا أن جميع المناشدات المحقة لم تلق أذن صاغية، أو تجاوب فعلي من قبلهم.
حيث استقبل أهالي الطلاب المدارس في مناطق النظام، ما أسموه بـ “أيلول الأسود” هذا العام باستياء كبير، جراء موجة الغلاء الفاحش، الذي طالت معظم لوازم التجهيزات المدرسية للطلاب، في ظل تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية لشريحة واسعة منهم، وتدني مستوى الدخل وضعف القدرة الشرائية