وفقة احتجاجية نفذها عشرات المعلمين/ات أمام مديرية التربية والتعليم في محافظة إدلب، للمطالبة بحقوق المعلم وتأمين راتب شهري على مدار العام، والحفاظ على كرامته وعدم اتخاذ قرارات عشوائية ليست في مصلحته، حسب ما رصدته منصة SY24.
مراسلتنا تحدثت إلى عدد من المعلمين الذين أكدوا أن المعلم اليوم يعيش أوضاعاً سيئة للغاية منذ سنوات، جعلت عدداً كبيراً منهم يتخلى عن مهنة التعليم إلى مهن أخرى قد لا تتناسب مع مكانتهم في المجتمع أو تحصيلهم العلمي.
كما لخص المعلمون عدة مطالب وصفوها بالحقوق المشروعة، أولها تخصيص راتب ثابت ودائم يتماشى مع الوضع المعيشي في المنطقة، وغير منقطع أيام العطل أو الأشهر الصيفية كما هو الحال، فضلاً عن تأمين راتب تقاعدي للمعلمين المتقاعدين، الذين باتوا غير قادرين على العمل في أي مهنة أخرى وتأمين مصدر دخل لهم.
وطالب أحد المعلمين في حديثه إلينا، بوضع حد للتمييز بين عدد من المدارس والتي على أساسه يتم دعمها من قبل المنظمات الإنسانية، وتقديم منح لكافة المعلمين وليس لعدد محدد فقط، بينما تبقى مدارس أخرى دون دعم أو رواتب كما يحدث الآن موجهاً اللوم إلى وزارة التعليم التابعة لحكومة الإنقاذ، التي سمحت بهذه التجاوزات على حساب كرامة المعلم، والتي فشلت منذ سنوات في إدارة ملف التعليم في المنطقة والذي أثر بشكل مباشر على آلاف الطلاب.
وتساءلت المعلمة “إيمان” مدرسة لغة عربية في أحد مدارس المدينة، عن دور نقابة المعلمين، ومديرية التربية في التصدي لهذا الظلم الذي يتعرض له المعلم في المنطقة، مؤكدة أن قراراتهم إلى الآن تنتهك كرامة المدرس، دون إعطائه الحق في المطالبة بأبسط حقوقه وأجره لقاء العمل، والذي لا يتجاوز 150 دولار في أحسن الأحوال، وهو مبلغ غير كاف لمصروف العائلة وأجرة المنزل وغيرها من التزامات الحياة.
ومطلع الشهر الجاري احتج عدد كبير من المعلمين/ات في محافظة إدلب أمام مديرية التربية والتعليم، على خلفية قيام الأخيرة بالاستيلاء على منحة مالية مقدمة من منظمة إغاثية، تقديراً لجهودهم في مراقبة الامتحانات، كانت منصتنا قد تناولت الموضوع في تقرير مفصل.
واشتكى عدد من المعلمين/ات عن طريق منصة SY24 من الوضع المزري الذي يعيشه المعلم وعدم حصوله على حقه في راتب مالي مناسب، مع أنه يبذل جهداً كبيراً في العملية التعليمية، وعدد كبير منهم قضى سنوات في التعليم التطوعي دون أجر، ومع ذلك فهناك عدم تقدير واحترام الجهود المعلم، وتقصد إذلاله وإهانته ولاسيما من قبل المجمعات التربوية التي رفضت الاستماع للمحتجين والوقوف عند طلباتهم، مطالبين من وزير التربية توضيح ما حصل، ولماذا يتم سرقة المنحة المقدمة لهم.