أعلنت “الإدارة الذاتية”، الجهة المدنية التي تدير مناطق شمال شرق سوريا، عن تطبيق لوائح جديدة لأجور النقل الداخلي بين أحياء مدينة الرقة وأيضًا مع القرى والبلدات المحيطة بها، وذلك بالتزامن مع الزيادة في أسعار المحروقات وخاصةً فيما يتعلق بمادة المازوت المخصصة للنقل الداخلي والخارجي.
مكتب النقل التابع لمجلس الرقة المدني أكد أن التعرفة القديمة للتنقل بين أحياء المدينة لم تعد “قادرة” على تغطية تكاليف النقل بالنسبة لأصحاب الحافلات الصغيرة الخاصة وسيارات الأجرة، وذلك على الرغم من عدم إعلان هيئة المحروقات عن رفع الأسعار بشكل رسمي أو إصدار أي قرار بذلك.
مراسل منصة SY24 أفاد بوقوع العديد من الشجارات بين السائقين والركاب بسبب زيادة تعرفة النقل بين أحياء المدينة بنسبة تجاوزت الـ 300 %، وهذا في الوقت الذي أثقلت فيه هذه الزيادة كاهل أصحاب الدخل المحدود والموظفين العاملين في مؤسسات “الإدارة الذاتية”.
“أبو جميل”، سائق حافلة نقل داخلي في مدينة الرقة، أشار إلى أن “قرار رفع تعرفة النقل الداخلي لم يصدر بشكل رسمي بعد، لكن السائقين قرروا زيادة تسعيرة الركوب بأنفسهم لتصبح قادرة على تغطية التكاليف الإضافية المترتبة على زيادة أسعار المحروقات التي وصلت لأكثر من 300 %”.
وقال السائق في حديثه مع مراسل منصة SY24: “تفاجئنا برفع أسعار المحروقات في الكازيات بعد أيام من أزمة خانقة شهدتها جميع محطات بيع الوقود في الرقة وريفها، ولهذا فإن قرار رفع تعرفة الركوب جاء بعد اتفاق عدد من أصحاب حافلات النقل فيما بينهم على تحديد تسعيرة النقل بشكل مؤقت ريثما تصدر التعرفة الخاصة بهيئة النقل”.
المواطنون أكدوا أن قرار رفع تسعيرة النقل والمحروقات بشكل “غير رسمي” ودون قرارات صادرة عن مؤسسات “الإدارة الذاتية” يدفع البعض لرفع أسعار المواد الغذائية وبقية المواد الأساسية بشكل شخصي دون أي محاسبة، وهذا بالذات مع زيادة هامش الربح بالنسبة للتجار في بعض السلع الرئيسية مما قد يؤثر بشكل مباشر على المواطن البسيط وأصحاب الدخل المحدود.
“أم خالد”، سيدة من سكان شارع تل أبيض وسط مدينة الرقة، أشارت إلى أن الأهالي تفاجئوا برفع أسعار المواصلات في مدينة الرقة بالرغم من عدم صدور أي قرار رسمي بذلك، وهذا قد يؤثر بشكل مباشر على الجميع بما فيهم طلاب المدارس والجامعات الذين يضطرون لاستخدام المواصلات في التنقل وبالذات بالنسبة للمقيمين في أطراف المدينة.
وخلال الأشهر الماضية شهدت أسعار النقل الداخلي في مناطق سيطرة “قسد” في شمال شرق سوريا عدة زيادات تزامنت مع ارتفاع أسعار المحروقات وهبوط قيمة الليرة السورية أمام الدولار، وغيرها من العوامل التي ساهمت برفع تسعيرة الركوب سواء بالنسبة لحافلات النقل الداخلي أو بالنسبة لباصات السفر الواصلة بين المحافظات، الأمر الذي أثر بشكل مباشر على حياة المواطنين وحدَّ من تنقلاتهم.
