أفادت مصادر محلية من منطقة إدلب شمال سوريا، أن هيئة تحرير الشام عادت من جديد للسيطرة على معبر الحمران الذي يفصل مناطق سيطرة الجيش الوطني عن قوات قسد عند منطقة ريف منبج الشمالي بمحافظة حلب.
ومنذ يومين، عاد خبر محاولات الهيئة السيطرة على معبر الحمران إلى الواجهة من جديد، بالتزامن مع تبادل الاتهامات والنفي من رافضين لوجود الهيئة ومن الذباب الإلكتروني التابع لها.
وحسب رافضين للهيئة فإن الجولاني والهيئة لا يهمهم كل إدلب بشكل عام، بل ما يهمهم على وجه الخصوص هو المعابر التي يشتد الصراع على أبرزها ومنها معبر الحمران، وفق تعبيرهم.
بالمقابل، كان من اللافت للأنظار أن الجيش الإلكتروني التابع للهيئة بدأ ببث الإشاعات أن الهيئة اتفقت مع بعض فصائل الجيش الوطني على أن يتم تسليمها معبر الحمران.
في حين أفادت مصادر محلية أن هذا الكلام عار عن الصحة، محذرة من أن خطة الهيئة هي المباغتة والسيطرة على المعبر وضرب عدة مكونات لفصائل الجيش الوطني.
واعتبرت المصادر المحلية أنه لم يستفد أحد من التوتر الحاصل بين العشائر وقسد شرقي سوريا إلى الهيئة ومتزعمها الجولاني، لافتين إلى نواياه تجاه السيطرة على المعبر لأهميته الاقتصادية.
وحول ذلك قال ناشط سياسي من محافظة حلب لمنصة SY24، إن “هيئة تحرير الشام تسعى لبسط نفوذها في مناطق عمليات (غصن الزيتون- درع الفرات- نبع السلام) لتكون مصدراً اقتصادياً رديفاً للهيئة وموطئ قدم مستقبلي، في حال قام النظام وحلفائه باجتياح إدلب، وبالتالي نتحدث عن خيارات الهيئة المستقبلية وهذا يتطلب تحضير الأرضية الخصبة وخاصة لما يخص الحاضنة الاجتماعية وصولا إلى العسكر، وذلك من خلال البحث عن حلفاء داخل مكونات الجيش الوطني”.
وأضاف “لكن بالمقابل، أرى بأنه لا بدّ من اتخاذ إجراءات واضحة تجاه تمدد الهيئة باتجاه مناطق العمليات التركية في ريف حلب، وبالتالي يجب البحث عن وسائل جديدة لمنع استحواذ الهيئة على معبر الحمران وبكل الوسائل المتاحة وغير المتاحة، وصولا إلى تحييد الفصائل الموالية للهيئة وحلها إن لم تلتزم بتعليمات وزارة الدفاع للجيش الوطني السوري”.
وتابع “لكن ما نلمسه اليوم هو ربما هناك تراخي من قبل الجيش الوطني، وهذا التراخي سمح للهيئة بمزيد من التموضع ضمن الفصائل المكونة للفيلقين الأول والثاني، وذلك من خلال استدامة التواصل معهم وإفساح المجال لتحركات الهيئة مرورا بمعبري دير بلوط والغزاوية المرابطين بين مناطق نفوذ الهيئة في إدلب وصولا إلى معبر الحمران”.
مصدر آخر من أبناء منبج شرقي حلب، أفاد لمنصة SY24، أن معبر الحمران من أهم المعابر التجارية بين مناطق قسد والجيش الوطني، حيث تدخل منه كميات من النفط إلى مناطق المعارضة، في حين يتم دخول وخروج الشاحنات المحملة بالمواشي أيضا، في حين تفرض قسد ضرائب كبيرة على كل عملية دخول وخروج، إذ كانت تقدر بحدود 10 آلاف ليرة سورية على رأس الغنم الواحد عام 2019، والضريبة ترتفع بحسب فرق سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية أو التركية، وفق تقديراته.
ووفق ما تم نقله، خلال الـ 48 ساعة الماضية، اندلعت اشتباكات عنيفة بين مجموعات تتبع لفصيل “أحرار الشام” بعد قيام مجموعة “أحرار عولان” مدعومة بقوات من هيئة تحرير الشام باقتحام معبر الحمران التجاري.
وشهدت الاشتباكات استخدام أسلحة ثقيلة ومتوسطة بالإضافة للقصف بقذائف للهاون وقطع طرق الإمداد من قبل هيئة تحرير الشام.