كشف الصحفي البارز في صحيفة (هآرتس) ومحلل الشؤون العسكرية (عاموس هاريل) عن لقاءات منفصلة تتم بين مبعوثين من إسرائيل وإيران في سوتشي، مشيراً إلى مسؤولية روسيا، في محاولة التوصل إلى تسوية بين البلدين باعتبارها “قوة عظمى” مسؤولة عن القرارات المتعلقة بسوريا.
وأشار (هاريل) في مقاله الصحفي والذي جاء بعنوان “الحرب بين إسرائيل وإيران ليست حتمية” أن إسرائيل تنتظر رداً إيرانياً بعد أن قتل سبعة عناصر من “الحرس الثوري” الإيراني، في الضربة العسكرية التي استهدفت قاعدة “T4” في سوريا، وعلى الرغم من التهديدات المستمرة التي تصدر من إيران؛ إلا أن الرد على ما يبدو مؤجلاً. وذلك بحسب (هاريل) قد يكون سببه إدراك إيران للعواقب المعقدة المحتملة التي ستترتب على الرد الإيراني.
وفي حال كانت إيران تفكر بالرد، فلديها العديد من الخيارات. قد يأتي الرد عبر الحدود السورية، أو من الحدود اللبنانية عبر “حزب الله”، أو مباشرة من إيران بإطلاق صواريخ بعيدة المدى، أو ضد هدف إسرائيلي في الخارج على غرار تلك العمليات التي شارك بها كلاً من “حزب الله” وإيران في هجومين في الأرجنتين، وهجوم انتحاري في بلغاريا ومحاولات لضرب دبلوماسيين وسواح إسرائيليين في دول مثل الهند وتايلاند وأذربيجان.
ويضيف (هاريل) “على أي حال” يبدو لبنان خارج معادلة الرد إلى حين انتهاء الانتخابات البرلمانية في البلاد في 6 أيار، كما يخشى “حزب الله” من أي رد يصوره وكأنه دمية إيرانية.
وعن احتمال الرد عبر صواريخ تطلق من إيران، يرى (هاريل) أن ذلك يؤكد الادعاءات حول خطورة مشروع الصواريخ في إيران. الأمر الذي سيؤدي إلى ضرب الاتفاق النووي الذي سينظر به الرئيس الأمريكي في 12 أيار. كما أن ضرب أهداف بعيدة في الشرق الأوسط يتطلب إعدادا طويلا.
وعلى الرغم من التوتر الناتج من كلا الجانبين، فإن الحرب مع إيران في سوريا أبعد ما تكون عن الحتمية في الوقت الحاضر. حتى مع تعاكس واضح بالمصالح في سوريا، حيث ترسخ إيران من وجودها العسكري بينما أعلنت إسرائيل أنها سوف تمنع ذلك بالقوة.
إلى أين سيصل الموقف المتشدد؟
رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو) مدعوما بقادة عسكريين “صقوريين” أظهروا موقفاً متشدداً من أي وجود إيراني في سوريا، حيث تم استهداف قاعدة “T4” والتي تبعد حوالي 250 كلم من حدود الجولان، وبنوا مواقف متشددة تجاه مرتفعات الجولان السورية، والمليشيات الشيعية وانتشار الصواريخ الإيرانية بعيدة المدى، وأنظمة الدفاع الجوي، والطائرات بدون طيار.
ولكن، ماذا لو كان كل ذلك بهدف التفاوض مع إيران في سوريا؟ يسأل (هاريل) مشيراً إلى أن إسرائيل حاولت مسبقا الانخراط في اتفاق خفض التصعيد في جنوب سوريا الذي توصلت له الولايات المتحدة وروسيا والأردن، حيث طالبت إسرائيل بإرسال الميليشيات الشيعية باتجاه الشرق، إلى الطريق السريع درعا- دمشق، على بعد حوالي 60 كيلومتراً من الحدود في الجولان، إلا أنها تلقت وعداً ضمنياً، بأن الميليشيات الشيعية ستقف عند حد يتراوح من 5 إلى 20 كيلومتراً من الحدود، بناء على سير المعارك التي يشنها النظام ضد الثوار في تلك المنطقة.
ظاهرياً، يقول (هاريل) يبدو أنه لا يوجد مفاوضات لتجديد الطلب الأصلي الإسرائيلي في الجنوب، بعد أن رفعت إسرائيل سقف طلباتها ليشمل سوريا كلها، الأمر الذي لا يوافق عليه الأمريكيون.
حل قبل الانسحاب الأمريكي
تحتفظ الولايات المتحدة، بجيب التنف شرق سوريا، والذي يشكل عائقاً، بحسب (هاريل)، لفرض سيطرة إيران على الطريق السريع الذي يربط بالعراق ودمشق وبيروت. ما يعني أن لإسرائيل ورقة مساومة ممتازة، في مقابل المطالبة بالبقاء الإيراني بعيداً عن الجولان.
وكان المسؤولون في وزارة الدفاع الإسرائيلية تفاخروا هذا الأسبوع بالزيارة التي قام بها رئيس القيادة الأمريكية الوسطى لمدة يومين ونصف اليوم لإسرائيل، ضمن مهمة لتنسيق الموقف مع واشنطن حول إيران وسوريا، مع التأكيد بحسب (هاريل) أن الأمريكيين لن يغيروا خطتهم في مغادرة المنطقة، وهذا واضح لجميع اللاعبين المعنيين، مما يزيد العبء على روسيا للعلب دور أكبر في المنطقة.
ختاماً، أشار (هاريل) إلى التهديدات التي صدرت عن إسرائيل بتدمير منظومة “S300” مباشرة إذا ما تم تزويد نظام (الأسد) بها، الخطوة التي ترى في إسرائيل على أنها تعرض نظام (الأسد) للمصير نفسه.