مع اقتراب الموسم الدراسي لهذا العام، إقبال ضعيف من قبل الأهالي في مناطق الشمال السوري على شراء القرطاسية لأولادهم، تزامناً مع ارتفاع واضح في أسعار جميع اللوازم المدرسية حسب ما رصدته منصة SY24.
تقول “ندى” أم لثلاثة أطفال في المرحلة الابتدائية :إنها “لم تتمكن هذا العام من شراء القرطاسية كاملة لأطفالها، واكتفت بنصف الكمية المطلوبة من الدفاتر الأقلام، أما بالنسبة للحقائب فإنها اشترت واحدة فقط جديدة واثنين من البالة بعدما تجاوز سعر الحقيبة 150 ليرة حسب قولها” .
تعجز عائلات كثر في مدينة إدلب وريفها، وكذلك أهالي المخيمات عن تأمين القرطاسية والملابس والأحذية لأطفالهم مع بداية العام الدراسي الجديد، بسبب تدني القدرة الشرائية لغالبية السكان، وارتباط أسعار المواد بالدولار، وانخفاض قيمة الليرة التركية المتعامل بها منذ سنوات، ما أثر بشكل مباشر على ارتفاع الأسعار بشكل مضاعف عن العام الماضي.
مراسلنا استطلع أسعار المستلزمات المدرسية في عدد من المكتبات بمدينة إدلب، وتبين أن سعر الحقائب يختلف حسب النوع والجودة والحجم ويبدأ من 3 _8 دولار للحقيبة الواحدة، وكذلك الدفاتر التي تتراوح بين نصف دولار الى دولار ونصف الجودة والحجم، وبحسبة بسيطة تصل تكلفة طالب مرحلة ابتدائية واحد، في حال اشترى حقيبة من النوع المتوسط بمبلغ 100 وأربعة دفاتر بـ 80 ليرة اي 20 ليرة الدفتر الواحد، و حذاء بـ 150 ليرة و30 ليرة أقلام جوالي 350 ليرة تركي عدا عن الملابس طبعاً.
تخبرنا “ندى” أنها تحتاج قرابة ألف ليرة لتأمين لوازم المدرسة لأطفالها هذا العام بين الملابس الحقائب والقرطاسية ولكنها قننت كثيراً واقتصرت على عدد قليل من الدفاتر واستغنت عن كثير من الأشياء حسب وضعها المعيشي فلا قدرة لها على تأمين كل تلك المستلزمات بتلك الأسعار المرتفعة، إذ يعمل زوجها عامل عتالة في السوق، بأجرة يومية لا تتجاوز 100 ليرة في أحسن الأحوال.
تحاكي هذه الحال أوضاع آلاف العوائل في المنطقة، وسط غلاء معيشي كبير وارتفاع بالأسعار وقلة فرص العمل وانخفاض مستوى الدخل ما سبب فجوة كبيرة بينه وبين معدل الإنفاق.
بالوقت الذي تخلى عدد من الأهالي عن فكرة إرسال أبنائهم للمدرسة بسبب صعوبة تأمين مستلزماتهم المدرسية، ومنهم من فضل إرسال الأولاد الذكور إلى المناطق الصناعية بحجة تعلم مصلحة والمساهمة بمصروف المنزل بدلاً من الذهاب للمدرسة ودفع تكاليف إضافية حسب قول من تحدثنا إليهم.
وفي ذات السياق ذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونسيف) في تقرير لها أن الحرب في سوريا كان لها أثر مدمر على تعليم الأطفال، وأثرت على 2 مليون و400 ألف طفل، كانوا قد تسربوا من المدارس، وقرابة مليون و600 ألف طفل معرضون لخطر ترك التعليم.
كذلك يواجه قطاع التعليم في شمال سورية، تحديات كبيرة، تتمثل في قلة عدد المدارس الموجودة والمؤهلة لاستيعاب عدد الطلاب الكبير، نتيجة الكثافة السكانية العالية في المنطقة، وبالمقابل لم تتمكن المؤسسات المعنية بموضوع التعليم، إصلاح الخلل في العملية التعليمة، وذلك بسبب تضرر المدارس التي وصلت حسب الإحصائيات إلى 40 في المئة من المدارس نتيجة القصف والحرب في السنوات السابقة.