ضغوط معيشية تجبر نساء من الرقة على العمل ساعات طويلة

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

“أعمل في ورشة للخياطة منذ سنتين تقريباً وأتقاضى راتباً جيداً وسط ظروف عمل لا بأس بها، إلا أنني أتطلع لكي امتلك ورشة خاصة بي في المستقبل حال توفر الظروف المناسبة لذلك”.

بهذه الكلمات عبرت السيدة “أم عبدالله” عن سعادتها لاستمرارها بالعمل في ورشة للخياطة بمدينة الرقة، بالرغم من تقديمها العديد من الشكاوى حول بعض الصعوبات التي تتعرض لها العاملات بهذا المجال وخاصة أصحاب الخبرة الكبيرة، والذين قضوا سنوات طويلة من عمرهم في هذه الورشات التي ارتفع عددها مؤخرًا في المدينة والريف المحيط بها.

وفي حديثها مع منصة SY24 قالت: إن “ورشات الخياطة الخاصة تعد هي الوجهة الجديدة للسيدات اللاتي يرغبن الدخول في سوق العمل لتحسين ظروفهم المعيشية وتوفير المستلزمات الأساسية لمنازلهم في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعاني منها أغلب سكان المدينة، ناهيك عن توافر بعض الظروف الخاصة التي تمكن السيدات من العمل بشكل مريح بعيداً عن أي ضغوط أو مضايقات من أصحاب العمل أو من بقية الموظفين”.

وأضافت أن “هناك ثلاثة أصناف للعاملات في ورشات الخياطة الخاصة بمدينة الرقة، الصنف الأول هم أصحاب الخبرة من السيدات اللاتي عملن في وقت سابق بمثل هذه الورشات قبل الثورة أو خلالها، وأغلب هؤلاء السيدات قدمن مؤخراً من تركيا ولكنهم استطاعوا إثبات جدارتهم بسبب الخبرة التي اكتسبوها، فيما تعد السيدات والفتيات الذين خضعوا لدورات في الخياطة هناك الصنف الثاني من العاملين بهذا المجال، في الوقت الذي تمثل فيه العاملات العاديات النسبة الأكبر كونهن قدمن لتحصيل أكبر قدر ممكن من الأموال مقابل أعمال لا تتطلب خبرة واسعة”.

وبحسب مراسل منصة SY24 في الرقة فقد تم افتتاح العديد من ورشات الخياطة البسيطة التي تنتج أنواع معينة من البضائع والسلع التي تباع في السوق المحلية مثل العباءات النسائية التقليدية والجلابيات الرجالية والنسائية الخاصة بسكان المنطقة، ناهيك عن خياطة أنواع أخرى من الألبسة الخاصة بالأطفال والستائر المنزلية وغيرها من المنتجات المباعة في السوق المحلية وسط إقبال محلي كبير عليها.

يقول “إبراهيم”، وهو صاحب محل لبيع الألبسة التقليدية في سوق تل أبيض وسط مدينة الرقة، إن “إقبال الأهالي على شراء المنتجات المحلية زاد مؤخراً لعدة أسباب، ربما أهمها هي سعرها المنخفض مقارنةً بالبضائع القادمة من تركيا أو من مناطق سيطرة النظام والتي تخضع للأتاوات والترفيق وتكاليف النقل الباهضة التي تزيد من سعرها، بالرغم من أن الجودة قريبة جداً من بعضها”، على حد وصفه.

في الوقت الذي أكدت فيه السيدة “أم عبدالله” أن ورشات الخياطة في مدينة الرقة تواجه “تحديات عديدة” أبرزها عدم قيام أصحاب تلك الورشات بتوفير “تأمين صحي للعاملين لديهم وتعويضهم عن إصابات العمل التي يتعرضن لها وبالذات إن كانت تؤدي الى توقفهن عن العمل لفترات طويلة، ناهيك عن عدم توفير الجو المناسب من ناحية التدفئة والتبريد وغيرها من الأمور اللوجستية التي ربما قد تساعد العاملات على تحسين الإنتاج وتضمن لهن حقوقهن في المستقبل”.

وتعد ورشات الخياطة في مدينة الرقة التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” إحدى أهم المشاريع الصناعية والتجارية في المدينة كونها توفر فرص عمل عديدة للرجال والسيدات على حد سواء، بالإضافة إلى قيامها بسد حاجة السوق المحلي من الألبسة التي تباع بأسعار تعتبر جيدة مقارنةً بالبضائع الأجنبية، وسط مطالبات لمجلس المدينة بضرورة تحسين ظروف العمل عبر توفير الكهرباء الخدمية بشكل مستمر وتخفيض الضرائب المفروضة على أصحابها وتوفير طرق لتصدير البضائع خارج المنطقة، بهدف تحقيق مكاسب مالية أكبر تساعد مستقبلاً على تحسين جودة الإنتاج وافتتاح مشاريع أكبر تقلل من ظاهرة البطالة المنتشرة في المدينة.

مقالات ذات صلة