أعلنت الأجهزة الأمنية في مدينة ديرالزور عن ضبط أكثر من عشر سيارات مختلفة الأنواع والأحجام كانت قد نشرت في وقت سابق مذكرات بحث عنها بعد أن تمت سرقتها من أكثر من محافظة، حيث قامت بتوقيف سائقيها وتنظيم الضبوط الشرطية اللازمة بحقهم تمهيداً لتحويلهم إلى القضاء المختص، فيما تم نشر صور وأرقام السيارات المصادرة بهدف إعادتها إلى أصحابها.
عملية ضبط السيارات المسروقة جاءت بعد أسابيع من عملية مشابهة قامت بها الأجهزة الأمنية التابعة للنظام في مدينة الميادين بريف ديرالزور الشرقي، وذلك بعد توقيف ثلاث سيارات كانت قادمة من محافظة اللاذقية قبل أن يتم نقلها عبر المعبر النهري غير الشرعي إلى مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” على الضفة المقابلة.
مراسل منصة SY24 أكد أن عمليات ضبط السيارات المسروقة في المدينة جاءت بأوامر من قيادة ميليشيا الفرقة الرابعة، وذلك كون جميع السيارات المضبوطة وصلت إلى المدينة بالتنسيق مع قائد ميليشيا الدفاع الوطني فراس العراقية بهدف نقلها إلى مناطق “قسد” على الضفة المقابلة وبيعها هناك.
المراسل نقل عن مصادر خاصة داخل فرع الجنائية بالمدينة قيام قائد ميليشيا الدفاع الوطني فراس العراقية بمحاولة التوسط لعدد من المقبوض عليهم بهدف إخراجهم بكفالات مالية ليتم تهريبهم إلى مناطق “قسد” قبل البدء بمحاكمتهم، غير أن قائد الشرطة والنائب العام رفضوا وساطة “العراقية” بضغط من قيادة ميليشيا الفرقة الرابعة، التي شددت الإجراءات الأمنية في محيط الفرع وقيادة شرطة النجدة بالتعاون مع الأمن العسكري والشرطة العسكرية.
وكانت مدينة ديرالزور قد تحولت، خلال السنوات الماضية، إلى مركز لتجميع السيارات المسروقة من بقية المحافظات التي تسيطر عليها قوات النظام، حيث يتم تجميع المسروقات في مستودعات خاصة تعود ملكيتها إلى أشخاص مقربين من فراس العراقية وبعض قادة الميليشيات المحلية، ليتم بعددها نقلها بشكل كامل عبر المعبر النهري غير الشرعي الذي تسيطر عليه الميليشيا في بلدة البغيلية إلى مناطق سيطرة “قسد” في بلدة الجنينة.
فيما يتم تفكيك بعض السيارات التي يصعب بيعها دفعة واحدة مثل الشاحنات الضخمة أو السيارات الحديثة التي لا تعمل سوى بالبصمة أو المفاتيح الالكترونية داخل ورشات خاصة متركزة في نهاية شارع الوادي وفي بلدة الشميطية بريف ديرالزور الغربي، ويتم نقل هذه القطع إلى مناطق “قسد” وبيعها هناك، أو يتم إرسالها إلى باقي المحافظات السورية.
يقول “أبو محمد”، يمتلك محل لصيانة وبيع قطع غيار السيارات في المدينة، أن “تجارة السيارات المسروقة وقطع الغيار الخاصة بها قد ازدهرت خلال السنوات الماضية، مع السيطرة التامة للميليشيات المسلحة على المعابر والطرقات الرئيسية وقيامهم بتسهيل نقل المسروقات عبر المحافظات دون أن يتم إيقافهم من أحد، الأمر الذي تسبب برفع أسعار هذه القطع وبالذات بعد تهريب معظمها إلى مناطق قسد”، على حد وصفه.
وفي حديثه مع مراسل منصة 24 SY قال: إن “أسعار قطع غيار السيارات والشاحنات ارتفعت بشكل كبير خلال السنوات الماضية، لهذا اتجه عدد كبير من اللصوص إلى سرقة السيارات وتفكيكها وبيع قطع غيارها، فيما تقوم العصابات المدعومة من قبل الميليشيات المسلحة ببيع مسروقاتها بشكل مباشر بعد نقلها إلى ديرالزور وتهريبها لمناطق قسد التي باتت سوقاً مهماً لهم”.
وأضاف أن “الخلافات بين قادة الميليشيات المسلحة والفرقة الرابعة المسؤولة عن المعابر دفعت الأخيرة إلى مصادرة الدفعة السابقة من السيارات المسروقة وتوقيف سائقيها، وذلك في رسالة واضحة للجميع بأن قيادة الفرقة لن تسمح بعبور أي سلعة مسروقة أو نظامية من حواجزها دون الحصول على حصتها كاملة من أرباحها دون نقصان”.
والجدير بالذكر أن ميليشيا الفرقة الرابعة باتت تسيطر بشكل كامل على معظم المعابر النهرية مع مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، حيث تفرض حواجزها إتاوات مالية على جميع السلع والبضائع التي يتم نقلها عبر هذه المعابر، فيما لا تزال ميليشيا الدفاع الوطني تسيطر بشكل جزئي على معبر البغيلية في ريف ديرالزور الغربي وتعمل من خلاله على نقل المخدرات والبضائع المسروقة بعد تقديم نسبة معينة لضباط وقيادة الأجهزة الأمنية في المدينة.