حذر أهالي مدينة ديرالزور من تعرض منازلهم وممتلكاتهم الشخصية لأضرار بالغة مع هطول الأمطار على المنطقة وخاصة في ظل العواصف والكوارث الطبيعية التي تشهدها المنطقة مؤخراً، وذلك بسبب سوء الطرقات والشوارع الرئيسية والفرعية وعدم قيام بلدية النظام بإعادة تأهيل الصرف الصحي فيها وتنظيف أنابيب تصريف مياه الأمطار، الأمر الذي ينذر بتحول شوارع المدينة إلى مستنقعات وبحيرات مائية ضخمة.
التحذيرات الأخيرة جاءت بعد تشكل العديد من الحفر والبرك المائية الصغيرة في عدة شوارع بالمدينة عقب الهطولات المطرية الأخيرة التي شهدتها، والتي تسببت بالعديد من الحوادث المرورية والأضرار المادية في سيارات المواطنين، بالإضافة إلى إصابة عدة أشخاص جراء سقوطهم في حفر تم حفرها في وقت سابق من قبل بلدية المدينة دون أن يتم تغطيتها أو وضع لافتات تحذيرية حولها.
عدد من المهندسين والخبراء المحليين حذروا من إمكانية انهيار عدد من الأبنية والمنازل في المدينة في حال هطول كميات كبيرة من الأمطار خلال فترات وجيزة، وبالذات تلك التي تمتلك أقبية مفتوحة أو كانت آيلة للسقوط والتي تتركز في الأحياء التي تعرضت لقصف مكثف من قبل قوات النظام والطيران الحربي الروسي في وقت سابق.
الخبراء المحليين أكدوا أن تجمع المياه بكميات كبيرة ولفترات طويلة داخل أقبية البنايات والمنازل يؤثر كثيراً على أساسات تلك العقارات وقد يؤدي إلى انهيارها حتى مع عدم وجود أي علامات تدل على ذلك مثل التشققات على الجدران وعلى أساساتها، فيما تبقى المنازل التي تعرضت للقصف هي الأقرب للهبوط في حال تجمع مياه الأمطار في بيتها.
وقالت مراسلة SY24 في ديرالزور: إن مشاريع تعبيد وتزفيت الطرقات في المدينة قد توقفت منذ أكثر من شهر بالرغم من انتهاء أعمال الحفريات بالعديد من تلك الشوارع دون أن يتم إغلاق الحفر الناجمة عنها، الأمر الذي أثار حالة من الإستياء لدى الأهالي وبالذات بعد تحولت تلك الشوارع إلى ما يشبه “المستنقعات الطينية” التي يصعب المشي فيها.
“نوال الجاسم”، معلمة مدرسة ومن سكان حي الجبيلة، ذكرت أن “شوارع الحي الذي تسكن فيه تتحول إلى برك قابلة للسباحة مع أول هطول مطري تشهده المدينة، ويصبح من الصعب التحرك والعبور منها وخاصةً مع قيام البلدية بحفر الشارع لأكثر من مرة خلال الأشهر الماضية بحجة إصلاح الصرف الصحي ولكن لم يتم علاج أي مشكلة ولم يتم أيضاً إعادة تزفيت الطريق، ما قد يؤدي إلى إغلاقه بشكل كامل خلال الشتاء”، على حد تعبيرها.
وفي حديثها مع مراسلة SY24 قالت: إن “شوارع المدينة تتحول إلى برك ومستنقعات مائية ضخمة مع أول هطول مطري ومجلس المحافظة لديه علم بذلك، ومع هذا فإنه يتعمد عدم إصلاح أي شارع ويترك الأمر للمنظمات الدولية بهدف سرقة المزيد من الأموال منها، فيما يعاني المواطن من الآثار الناجمة عن تشكل الطين والوحل ناهيك عن أخطار تجمع المياه بالقرب من محولات الكهرباء واحتمال تعرض المواطنين وخاصةً الأطفال لصعقات كهربائية”.
وأضافت أن “أحياء الجبيلة والموظفين والحميدية والعرضي تعتبر من أكثر الأحياء التي تتجمع فيها مياه الأمطار بسبب توقف الصرف الصحي فيها عن العمل بشكل كامل منذ سنوات، ما قد يهدد الأبنية والعقارات السكنية وقاطنيها من انهيارها، وخاصةً تلك الآيلة للسقوط والتي تعرضت بشكل مباشر أو غير مباشر للقصف من قبل قوات النظام، ما قدر ينذر بكوارث حقيقية قد يذهب ضحيتها العشرات”.
وتعاني مدينة ديرالزور، الخاضعة لسيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية والروسية الموالية له، من إهمال كبير في العديد من القطاعات الأساسية مثل الصحة والتعليم والكهرباء وغيرها، الأمر الذي انعكس سلباً على حياة المواطنين وتسبب بزيادة الأعباء والضغوط المادية والنفسية عليهم، ناهيك عن تعرض المدنيين للعديد من المخاطر الناجمة عن هذا الإهمال الذي أودى بحياة الكثيرين منهم وتسبب بخسائر مادية ضخمة لهم.