أنذرت مصادر محلية شمال سوريا من خطورة أي اتفاق أو هدن مع هيئة تحرير الشام، معتبرين أنها مجرد فرصة لكسب الوقت وتنفيذ المخططات في المنطقة.
وحسب المصادر، فإن متزعم الهيئة وأذرعه في المنطقة ينقضون أي اتفاق معهم، لافتين إلى أن جميع الاتفاقيات التي يوافق عليها الجولاني في إدلب هي فقط لكسب الوقت.
ولفتوا إلى أن الاتفاقيات والهدن تعتبر فرصة لحشد عملاء جُدد للاقتحام من جديد ومحاولة التوسع والسيطرة أكثر، مبينة أن كل تفاوض يُقدم للهيئة هو مضيعة للوقت، وفق رأيهم.
وحول ذلك، قال ناشط سياسي من الشمال السوري لمنصة SY24، إنه “دائما ما تستخدم الهيئة الهدنة في حروبها مع الجميع لتجهيز الأمني والتسلل والتوغل ثم الانقضاض بعد فترة من الهدنة”.
وأشار إلى أنه تم تصفية العديد من الفصائل في إدلب على يد الهيئة للسيطرة والانفراد بإدلب، وها هي اليوم تزحف باتجاه باقي المحرر وتتجاوز محور الهدنة ووقف إطلاق النار الذي جرى قبل أشهر، وفق تعبيره.
وتتصدر الأحداث المتعلقة بمعبر الجمران بريف حلب إضافة إلى التوتر الحاصل بين الهيئة وفصائل الجيش الوطني، واجهة الأحداث في عموم الشمال السوري، وسط الحديث عن توصل لاتفاق وهدنة بخصوص وقف إطلاق النار ومنع الهيئة وعملائها من الاقتراب باتجاه المعبر أو مناطق محيطة به، حسب مصادر محلية.
من جهته، قال ناشط سياسي من محافظة حلب لمنصة SY24: “أرى بأن مخططات هيئة تحرير الشام لن تغيرها المواقف المحلية التي تبديها فصائل الجيش الوطني السوري وحتى الموقف التركي، لكنها من الممكن أن تغير أدوات الوصول التكتيكية لتحقيق النفوذ الاستراتيجي من خلال الهيمنة على مناطق العمليات (غصن الزيتون ودرع الفرات)”.
وأضاف “لكن، رغم إعلان اتفاقيات التسوية إلا أن مجموعة عولان التابعة لحركة أحرار الشام الإسلامية جناح (صوفان) تعتبر اليد الطولى لزعيم هيئة تحرير الشام وهي التي تمهد له الطريق لقطع أكثر من 50 كم للوصول إلى معبر الحمران شمال شرق حلب، وبالتالي هذه التحركات تمت من خلال غض الطرف لبعض مكونات الجيش الوطني السوري، والبعض يرفض اليوم منع دخول أرتال الهيئة في إشارة ضمنية واضحة بأنهم يتخوفون من صدام مباشر مع تلك الأرتال”.
وتابع “لكن حتمية المواجهة لا محالة فمحاولات السيطرة لن توقفها أي تحركات للجيش الوطني ما لم يتم ترتيب البيت العسكري الداخلي وصهر الفصائل العسكرية ضمن مكونات الفيالق الثلاثة، بعيدا عن ارتدادات الفصائلية وتسليم المعابر إلى إدارات محلية تتم حمايتها من مقاتلين ذوي خبرة، للتعامل مع إدارة المعابر وتقديمهم الدعم اللازم لحمايتهم وتفرغ باقي مقاتلي الجيش الوطني إلى حماية نقاط التماس كافة، وتدعيم القوى العسكرية في المعابر الداخلية (العزاوية – دير بلوط) اللذان يربطان محافظة إدلب بريف حلب، وبالتالي تبدأ عمليات إعادة الهيكلة في صفوف الجيش الوطني السوري بما يتناسب مع أولويات المرحلة، وتنطلق من مبدأ تفويت الفرصة على الجولاني بوسمه منطقة عمليات الجيش التركي بارتدادات تواجد عناصر من الهيئة وسيطرتهم على المعابر”.
ووسط كل ذلك، ترى مصادر محلية أن تصوير معركة هيئة تحرير الشام ضد الفصائل شمال سوريا بأنها معركة داخلية هو تصوير خاطئ، بل هي معركة ضد الثورة”، وفق وجهة نظرها.