لماذا يفضل أهالي ريف الرقة البيوت الطينية على الإسمنتية؟

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

بالرغم من تطور الحركة العمرانية في محافظة الرقة وازدياد عدد الأبنية والعقارات الحديثة فيها، إلا أن أهالي ريف المحافظة ما يزالون يفضلون بناء منازلهم بالطوب الطيني، معتبرين أن هذه المنازل هي واحدة من العادات والتقاليد التي ورثها السكان المحليين عن أجدادهم، ناهيك عن انخفاض تكلفة بناءها مقارنةً بالمنازل الحديثة.

حيث انتشرت ظاهرة بناء البيوت الطينية في ريف الرقة خلال السنوات الماضية بشكل كبير، وبحسب السكان المحليين فإن العوامل الاقتصادية والظروف المعيشية هي السبب الأول لعودة انتشارها لتكلفتها المنخفضة مقارنةً بتلك المبنية بالحديد والبلوك، حيث تقدر تكلفة بناء منزل صغير مؤلف من غرفتين وصالة صغيرة بحوالي 1500 دولار أمريكي وهو مبلغ قليل إذا ما قورن بتكلفة بناء ذات المنزل بمواد البناء الحديثة.

فيما يفصل الأهالي البيوت الطينية على الإسمنتية كونها تحتفظ بالحرارة في الشتاء وباردة وأكثر رطوبة في فصل الصيف، بالإضافة لكونها سهلة البناء ولا تستدعي إحضار عدد كبير من العمال والمعدات ويستطيع أفراد العائلة الواحدة الانتهاء من بناء منزل صغير في أقل من أسبوع، فيما يتطلب بناء ذات المنزل بالحديد والإسمنت أكثر من شهر.

مراسل منصة SY24 قال: إن تكلفة بناء المنازل الطينية تتراوح بين 1000 و 1500 دولار أمريكي وتشمل التكلفة المواد الأولية وأجرة اليد العاملة، إلا أن معدل البناء تراجع مع اقتراب فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة وزيادة إمكانية هطول الأمطار والتي تعد العدو الأول لهذه المنازل في مراحل بنائها الأولية.

“فراس الحسين”، من سكان الحمرات في ريف الرقة الشرقي، أشار ‘إلى “قيامه ببناء غرفتين مع حمام ومطبخ صغير لابنه البكر الذي تزوج حديثاً بتكلفة لم تتجاوز الـ 1000 دولار أمريكي، وذلك بعد أن اجتمع أخوته وأبناء عمومته لبناء المنزل الصغير دون الحاجة للاستعانة بأي مهندس معماري أو غيره باستعمال مواد أولية محلية ومتوفرة بشكل وفير”، على حد وصفه.

وقال في حديثه مع مراسل SY24 في ريف الرقة، إن “المنازل الطينية تعد موروث قديم لأبناء المنطقة ومعظم السكان المحليين يفضلونها لعدة أسباب أهمها انخفاض تكلفتها مقارنةً بالمنازل الحديثة، بالإضافة إلى كونها أكثر تهوية وتحفظ البرودة في الصيف والحرارة في الشتاء لأنها تبنى بالطين وهي مادة عازلة، كما أنها مقاومة للزلازل بسبب سماكة جدرانها ومرونتها”.

من جانبها، حذرت المهندسة المعمارية “سمر العلي” من خطورة انهيار المنازل الطينية في حال تم بناؤها بشكل عشوائي دون العودة إلى أصحاب الخبرة بهذا المجال، وخاصةً فيما يتعلق باختيار موقع البناء وتجنب تعرض المنزل لمياه السيول الجارفة الناجمة عن غزارة الأمطار، أو تعرضه للعوامل الجوية الأخرى، ناهيك عن عدم تجفيف الطوب بشكل جيد وغيرها من الأسباب التي قد تشكل خطراً على قاطني هذه المنازل.

والجدير بالذكر أن أسعار مواد البناء الحديثة في مدينة الرقة شهدت ارتفاعاً غير مسبوقٍ خلال الأشهر الماضية، حيث بلغ سعر طن الإسمنت قرابة 100 دولار فيما تجاوز سعر طن الحديد المحلي الـ 700 دولار والمستورد 1000 دولار أمريكي، بالإضافة إلى ارتفاع أجرة اليد العاملة وتكاليف البناء الأخرى، ما تسبب بضعف الحركة العمرانية في المنطقة واتجاه أبناء الريف لبناء منازلهم بالطرق التقليدية المتبعة لديهم منذ مئات السنين.

مقالات ذات صلة