خلف المنخفض الجوي ليلة أمس الماضية، والهطولات المطرية الغزيرة شمال غرب سوريا، أضراراً مادية عديدة طالت ساكني المخيمات، نتيجة السيول المطرية، التي تسببت بطوفان عدة خيام في مناطق متفرقة، حسب ما تابعته منصة SY24.
في والتفاصيل قال “حسن الحسان” متطوع في الدفاع المدني السوري، لمراسلتنا: إن الأمطار الغزيرة التي هطلت الليلة الماضية أدت إلى أضرار في مخيمات “الزمار وشهرناز وبستان جمعة” بمحيط بلدة أرمناز، وسجلت الفرق أضراراً مباشرة في أكثر من 40 خيمة في هذه المخيمات.
وأكد أن دخول المياه إلى المخيمات سببت بتضرر خيمة مدرسة في مخيم الزمار، كما أدت الأمطار الغزيرة وتشكل السيول لدخول المياه إلى عدد من المنازل في بلدة أرمناز، حيث استجابت الفرق وقامت بفتح الطرقات وفتح الممرات وتسليك المياه وإبعادها عن المخيمات والمنازل.
وأشار أن الليلة الماضية تشكلت السيول في مخيمي “شام” و “قافلة الخير” في مخيمات الزوف بريف إدلب الغربي، بسبب الأمطار الغزيرة التي هطلت، وقامت الفرق بفتح ممرات مائية لتسليك مياه الأمطار، ومنعها من دخول خيام المهجرين.
ودخلت مياه الأمطار لنحو 50 بالمئة من الخيام في مخيم “بسمة أمل” بالقرب من بلدة زرزور في ريف إدلب الغربي، بعد أمطار غزيرة هطلت، ويعود سبب تسرب المياه، إلى الخيم القديمة المهترئة، وعدم عزل أرضيات الخيام و رفعها عن مستوى سطح الأرض.
حيث تتكرر المأساة مع كل هطولات مطرية على المهجرين في المخيمات دون وجود أمل قريب بعودتهم إلى منازلهم التي هجرهم منها نظام الأسد وروسيا، يزيد منها تردي أوضاعهم المعيشية وفقدانهم مقومات الحياة الأساسية ويتفشى مرض الكوليرا.
وتتسع فجوة الاحتياجات الإنسانية في مخيمات شمال غربي سوريا بعد أكثر من 12 عاماً من حرب قوات النظام وروسيا، و تهديد مقومات الأمن الغذائي ومصادر عيش السوريين وملاحقتهم في ملاذهم الأخير بمخيمات التهجير
وأهاب بالمجتمع الدولي بضرورة إيجاد حل جذري للمأساة السورية وعدم الاكتفاء بالتعامل مع معالجة بعض النتائج الكارثية للتهجير دون إنهاء المشكلة ومحاسبة النظام على جرائمه وإعادة المهجرين والنازحين، والبدء بحل سياسي وفق القرار 2254 يضمن العيش بسلام والعودة الآمنة لجميع المدنيين وينهي الآلام التي يعانيها السوريون في مخيمات القهر.
وحسب الارصاد الجوية، فإن اليوم الاثنين تواصل حالة عدم الاستقرار في أول أيام تشرين الأول، تستمر الأجواء في المناطق الداخلية والجزيرة بين غائمة جزئياً وغائمة مع فرصة لزخات مطرية خفيفة إلى متوسطة، وتترافق بالعواصف الرعدية بحيث كون الهطولات بين المتوسطة والغزيرة على المناطق الساحلية وشمال غربي البلاد.
يذكر أنه يعيش معظم قاطني المخيمات أوضاع إنسانية صعبة في شمال سوريا، مع انخفاض درجات الحرارة، وتردي الأوضاع المعيشية وضعف الاستجابة الإنسانية.
وقدرت الأمم المتحدة، في تقرير سابق لها وجود 2.8 مليون شخص نازح معظمهم في المخيمات، التي تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، إذ يعاني الأهالي هناك من ظروف صعبة للغاية، لاسيما بعد كارثة الزلزال الذي ضرب المنطقة وخلف آلاف الضحايا والمصابين، فضلاً عن تضرر عشرات المنازل، لجوء أصحابها إلى المخيمات للسكن، تجنباً لأي انهيار أو تصدع قد يحدث جراء العاصفة الهوائية.