إرث خطير.. كيف نواجه الألغام والذخائر غير المنفجرة؟

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

في منطقة موبوءة بالألغام والذخائر غير المنفجرة، يعيش مئات آلاف الأهالي في شمال غربي سوريا، نتيجة سنوات طويلة من القصف بمختلف أنواع الأسلحة من بينها المحرمة دولياً، ولا ينته خطر السلاح لحظة إطلاقه بل يمتد إلى عشرات السنين على هيئة مقذوفات وأجسام غير منفجرة، تهدد أرواح المواطنين بأي لحظة عند لمسها أو العثور عليها، إن لم تتدخل فرق الإنقاذ للتعامل معها بالشكل الصحيح.

وهنا تبرز أهمية حملات التوعية كمهمة أساسية للحفاظ على الأرواح من خلال زيادة الوعي بمخاطر الألغام ومخلفات الحرب، وتزويد السكان بالمعرفة والمهارات اللازمة لتجنبها، كما تشمل تثقيف السكان حول كيفية التعرف على الذخائر المتنوعة، حسب ما أكده “محمد سامي المحمد” مسؤول فرق إزالة مخلفات الحرب UXO في مؤسسة الخوذ البيضاء في حديث خاص لمنصة SY24.

وفي ذات السياق قال “المحمد” إن حملات التوعية تتضمن التدريب على كيفية التصرف الصحيح في الأماكن المشبوهة، لرفع مستوى الوعي بالمخاطر المرتبطة الألغام والذخائر غير المنفجرة، والتي  تقلل عدد الإصابات والحوادث الناتجة عن انفجار إحدى الذخائر غير المنفجرة، وتهدف إلى زيادة الوعي في حالات الطوارئ، وتغيير السلوك على المدى البعيد، إضافة إلى إعطاء المجتمعات المحلية دور مهم في تعلم حماية أنفسهم والإبلاغ على وجود مخلفات الحرب.

حيث تعتمد فرق التوعية على الجلسات المباشرة والاعتماد على نهج التواصل مع المجتمع المحلي وهو الأكثر فعالية، لأن متطوعي الدفاع المدني السوري هم أفراد ينتمون إلى مجتمعاتهم المحلية وبالتالي يكون تواصلهم عالي الأثر.

إذ تستهدف فرق الدفاع المدني جميع شرائح المجتمع دون استثناء، يبلغ معدل الجلسات الشهرية التي تقوم بها جميع الفرق حوالي 350 جلسة مباشرة وذلك خلال العام الحالي 2023 وبلغ عدد المستفيدين الكلي من هذه الجلسات أكثر من 60 ألف مستفيد إلى تاريخ اليوم يتم التركيز على فئات المجتمع المختلفة حسب الحاجة لذلك حيث يتم التركيز بشكل أكبر على الطلاب في بداية العام الدراسي ويتم التركيز على المزارعين والعمال الزراعيين في موسمي الزراعة والحصاد بشكل أكبر من غيرهم بهذا الوقت.

محتوى جلسات التوعية

تتضمن الجلسات عدداً الأنشطة التي يتم عملها حسب الفئة العمرية المستهدفة والتي تهدف جميعها لذكر أنواع الذخائر غير المنفجرة وكيفية التصرف الصحيح في حال مواجهة أي جسم غريب وضرورة الإبلاغ عنها لأقرب مركز دفاع مدني في المنطقة، والذي بدوره سيقوم بإبلاغ المختصين في الدفاع المدني السوري للتعامل مع هذا الجسم المشبوه.

وأشار “المحمد” أن الفرق تعتمد على الجلسات المباشرة لأنها أكثر فعالية في ترسيخ المعلومة لدى المتلقي من خلال التحاور معه والنقاش حول طبيعة التلوث بالمنطقة، وما الذي يجب على المجتمع فعله لمساعدة فرق إزالة الذخائر غير المنفجرة في حمايتهم من انفجار أحد هذه الذخائر، ولاقت جلسات التوعية إقبال كبيرة لدى الأهالي كونهم بحاجة لتلك الجلسات للحفاظ على حياتهم وحياة أبنائهم.

 وأضاف في حديثه إلينا، أنه مع افتتاح المدارس حاليا، هل هناك نشاطات للتوعية، حيث قامت فرق إزالة الذخائر غير المنفجرة في الدفاع خلال الأسبوعين الأوليين من شهر أيلول بإجراء عمليات المسح البصري ل 29 مدرسة كانت غير مستخدمة سابقاً في مناطق جسر الشغور وأريحا ومنطقة إدلب وجبل سمعان، وبالتحديد ناحية الأتارب، وذلك بهدف التأكد من خلو هذه المدارس من مخاطر الذخائر غير المنفجرة، لمساعدة الطلاب على العودة لمدارسهم ومتابعة العملية التعليمية بشكل آمن ودون أي خوف ممكن.

ووضعت الفرق خطة متكاملة لاستهداف معظم المدارس في مناطق شمال غرب سوريا، وخاصة في المناطق التي يتم استهدافها بشكل متكرر، إذ تتعمد قوات النظام وروسيا استهداف المدنيين والطلاب في مدارسهم كما يتم استهداف المنشأت الحيوية، حيث عملت الفرق على مسح 29 مدرسة في مناطق متعرضة لقصف سابق في كل من ريفي إدلب وحلب، لتأمين بيئة آمنة للطلاب خلال رحلة تعليمهم، وتعمل الآن على جلسات توعية للطلاب عن مخاطر مخلفات الحرب وأشكالها والتصرف السليم في حال مصادفتها.

من الجدير بالذكر أن التوعية من مخلفات الحرب تلعب دوراً كبيراً في تقليل عدد الحوادث الناتجة عن انفجار أحد الذخائر غير المنفجرة، وحماية المدنيين من خطرها، عن طريق تقديم البلاغات عن مخلفات حرب، والأجسام الغريبة من قبل مستفيدين وأطفال تلقوا جلسات للتعريف بمخلفات الحرب وأشكالها والتصرف في حال مصادفتها.

مقالات ذات صلة