بدأت الحياة تعود تدريجياً إلى مدينة إدلب وريفها والمناطق التي طالها القصف في الأيام القليلة الماضية، عقب شلل تام فيها، جراء استهداف قوات النظام وروسيا، الأحياء السكنية والأسواق والمنشآت الحيوية والمشافي والمراكز الطبية والمنشآت التعليمية والمدارس، حسب ما رصدته منصة SY24 في تقارير سابقة.
بدت كأنها “مدينة أشباح” حسب ما ذكره أهالي مدينة إدلب، بعد إغلاق المحلات التجارية والأسواق والمطاعم وتعليق الدوام في المدارس، وكثير من المراكز التدريبية والتعليمية والمهنية، جراء القصف المستمر. وخروج عدد من المشافي والمراكز الطبية عن الخدمة نتيجة استهدافهم بشكل مباشر.
يخبرنا “أبو شادي” مهجر من ريف دمشق، يبيع الفاكهة والخضار متنقلاً بعربته في شوارع المدينة أنه يحصل لقمة عيشه من خلال عمله على البسطة بشكل يومي، يقول لنا: “يوم الي ما بشتغل ولادي ما بياكلو!” في إشارة منه إلى تردي الوضع المعيشي والاقتصادي بشكل عام خاصة لعمال المياومة وذوي الدخل المحدود، حيث هذه العطلة الاجبارية غير مدفوعة الأجر.
كثير من العمال والأهالي يعتمدون على العمل اليومي لكسب قوتهم، وبالتالي فإن بقائهم بلا عمل يزيد من سوء وضعهم المعيشي، ويراكم الكثير من الديون عليهم كما حسب “أبو شادي”.
أجبر القصف والتصعيد الأخير سكان المدن والأرياف على التزام المنازل وإغلاق محلاتهم ومصالحهم وتعليق أعمالهم، وبدت الشوارع فارغة ونادراً ماكان يخرج أحد منها إلا للضرورة القصوى.
و تقصد النظام استهداف أماكن حيوية لمنع استقرار المدنيين وإجبارهم على النزوح، مازاد من معاناتهم اليومية، وسط صمت دولي وأممي لإيقاف المجازر المرتكبة تجاه الأهالي.
على خلفية ذلك وثقت منظمة “منسقو استجابة سوريا”، نزوح قرابة 79 ألف مدني في شمال غربي سوريا إلى مناطق أكثر أمناً، منذ الخميس الماضي وحتى الأحد، جراء التصعيد العسكري، وذكرت المنظمة في بيانها، أن استمرار العمليات العدائية في مناطق شمال غرب سوريا، سيولد موجات نزوح جديدة، وسط صعوبات إنسانية قبيل حلول الشتاء.
وقالت المنظمة إن الهجمات المستمرة على المنطقة، تسببت بتوقف العملية التعليمية وحرمان ما لا يقل عن 400 ألف طالب من التعليم، وتعطيل عمل نحو 15 منشأة طبية من مستشفيات ومراكز صحية، إضافة إلى مراكز خدمية أخرى، وحرمت أكثر من مليوني مدني من الحصول على الخدمات الطبية.
وطالب البيان المنظمات الإنسانية بالعودة إلى العمل في مختلف المناطق، واستئناف العمليات الإنسانية للمدنيين، “خاصة في مناطق النزوح”.