حبها للقراءة والمطالعة دفع الشابة “جنى حبوش” 17 عاماً، إلى الإقدام على تأسيس مكتبة بإمكانيات متواضعة خاصة ببيع وتأجير الكتب والروايات، لتكون أول مكتبة صغيرة تقوم على تأجير الكتب بهذه الطريقة في مدينة إدلب.
أنهت “جنى” دراسة البكالوريا بانتظار دخولها الفرع الجامعي، وخلال مراحل دراستها السابقة نمّت موهبتها في القراءة والكتابة، بتشجيع من والدتها التي تنتقي لها الكتب منذ كانت صغيرة حسب قولها، تخبرنا أن القراءة غذاء العقل والروح، وبقدر ما تقرأ بقدر ما تبحر بعالم العلم والمعرفة، بعيداً عن ضجة التكنولوجية ووسائل التواصل الاجتماعي.
في زاوية خاصة من غرفة منزلها، رتبت “جنى” عشرات الكتب المتنوعة، بعد أن قرأتها جميعها، وتنوعت بين الكتب العلمية والدينية والروايات وكتب التنمية البشرية، والقصص، ومن هنا خطرت لها بذرة مشروعها الصغير وهو أن تنفع الآخرين بتلك الكتب، ولاسيما الذين لا يقدرون على شرائها بسبب ارتفاع أسعارها، تقول في حديثها إلينا :”علمتني القراءة أن أصنع فرصتي بيدي، ومن الإمكانيات التي أملكها رغم قلتها، لذا رغبت بتأجير الكتب وبيعها للراغبين بذلك، لأكون أول مكتبة تقوم بتأجير الكتب لمدة معينة، مقابل أجر بسيط”.
استعانت الشابة بوسائل التواصل الاجتماعي لعرض فكرتها ونشرها على نطاق واسع، ولاقت إعجاباً كبيراً من الشابات والسيدات وكذلك الشباب، كونها تتيح لهم قراءة الكتب التي يرغبون بها دون الحاجة إلى شرائها، ومن خلال صفحة خاصة بها على تطبيق “انستغرام” انتشرت فكرة “جنى”، وتواصلت معها عشرات الفتيات لطلب قصص وروايات منها، إذ تأخذ جنى مبلغ “25” ليرة تركية مقابل تأجير الكتاب لمدة أسبوع أو أكثر، وهناك عدد من الشابات اللواتي يرغبن بشراء الكتب فإنها تقوم بتأمين النسخة المطلوبة وإيصالها باليد، عن طريق اتفاق مسبق بينهما في كلية الحقوق والشريعة بجامعة إدلب.
حلم المكتبة الكبيرة في مدينة إدلب هو ما تطمح إليه الشابة في المستقبل، وتحلم بافتتاح مكتبتها الخاصة لبيع وتأجير الكتب مع افتتاح غرف قراءة خاصة داخل المكتبة توفر الطقس المناسب للقراء في حال رغبوا بذلك، ولتحقيق هذا المشروع تدخر جنى مبلغاً صغيراً من مدخولها في حصالة صغيرة اسمتها “مشروع مكتبتي”، لتحفيز هذا الهدف كلما قرأت تلك العبارة.
لم تقتصر هواية الشابة على القراءة والكتابة، فهي تبرع في الفنون اليدوية مثل التطريز وفن الكروشيه، وفن الريزن، وتنسيق باقات الورد الصناعي، والرسم على الأكواب، وصنع وبيع مستلزمات القراءة مثل الفواصل والملصقات وغيرها من طقوس القراءة، تقول إنها “تسعى لتطوير نفسها، وتنمية مواهبها فهي لا تحب أن تكون شخصاً اتكالياً، لذا بدأت بهذا المشروع منذ عدة أشهر رغم صغر سنها وضعف إمكانياتها”.