ربط العراق عملية سد الفراغات الأمنية على الحدود السورية العراقية، بالمخاطر التي تهدد حدوده سواء من تنظيم داعش أو القاطنين في مخيم الهول.
جاء ذلك على لسان عضو لجنة الأمن النيابي العراقي، النائب ياسر اسكندر، في تصريحات نقلتها مصادر إعلام عراقية.
وذكر اسكندر أن “تأمين الحدود مع سوريا أولوية في منظور الأمن القومي للعراق لثلاثة أسباب أبرزها وجود مخيم الهول الذي يضم الآلاف من التابعين لداعش، بالإضافة إلى وجود من 10-14 تنظيم متطرف ينشط في مناطق قريبة من الحدود خاصة مع حالة عدم الاستقرار في أجزاء واسعة من سوريا”، حسب تعبيره.
وأضاف أن الأجهزة الأمنية اعتمدت منذ 10 أشهر على استراتيجية متداخلة في تأمين الحدود مع سوريا عبر 3 مسارات هي الكمائن والأبراج والتقنيات الحديثة مع تنشيط واسعة للبعد الاستخباري في رصد المناطق النائية للتصدي لأي طارئ، مؤكدا بأن الفراغات الأمنية على الحدود السورية باتت من الماضي.
وتعليقا على ذلك، قال الأكاديمي أحمد الحمادي لمنصة SY24، إنه “مما لا شك فيه بأن تأمين حدود أي الدولة وضبطها باتجاهيها (الداخل والخارج) هو من عناصر تحقيق الأمن القومي للدولة السليمة المعافاة الفارضة سلطتها على كامل ترابها وأجوائها ومياهها الوطنية، مما يحقق سيادتها الوطنية على إقليمها الجغرافي وتحقيق مصالحها الوطنية لشعبها، وهذا ما نتمناه للعراق الشقيق”.
وتابع “لكن للأسف الشديد العراق حاليا منقوص السيادة الوطنية وتابع لإيران تبعية شبه تامة، حيث تتدخل في جميع مفاصله الحياتية حتى في تشكيل حكوماته وتعيين مسؤوليه من منصب الرئيس حتى المدراء التنفيذيين، وبالطبع بما فيها توليفة البرلمان نفسه ومخرجاته الذي يتحدث عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان العراقي عن ضبط الحدود العراقية السورية”.
وزاد قائلا “نعم نتمنى ضبط هذه الحدود كونها من بوابات جهنم على شعبنا السوري فمنها تدخل الميليشيات الإيرانية والعراقية والأفغانية والباكستانية والحرس التخريبي الإيراني، لممارسة كل أنواع القتل والتخريب ضد شعبنا في إطار دعمها لنظام مجرم يمارس حربه على الشعب السوري”.
وطالب الحمادي العراق “بإغلاق هذا الباب الجهنمي من جهتهم وضبط حدودهم ومنع المليشيات من عبورها، وكذلك منع الدعم العسكري واللوجستي الذي جعلهم طرفا في الصراع ضد شعبنا”.
وقال أيضاً “أمّا ما يغمز ويلمح به عن داعش فلا أظن أن عضو البرلمان العراقي قد التبست عليه الحقيقة، فمنبع ومصدر هذا التنظيم الإرهابي هو العراق وربما يعرف كيف أخليت المعسكرات وسلمت بكامل عتادها لهذا التنظيم بأمر مباشر من رئيس حكومة العراق نوري المالكي آنذاك، مع كتل مالية هائلة كانت في فروع البنوك العراقية التي سيطرت عليها، وربما لا يخفى أيضا عليه بأن الميليشيات الإيرانية تتقمص دور داعش في الكثير من أعمالها لتحقيق مآربها السياسية والعسكرية ومنها فرقة الرضوان وغيرها لإبقاء المنطقة غير مستقرة”.
وأوضح أنه “بالنسبة لمخيم الهول، كنا نتمنى أن يطالب الدول باستلام رعاياها منه بما فيها العراق لحل مشكلته حلا جذريا والتخلص من البلاء الكامن فيه، وبذلك يتم معالجة جزء كبير من معضلة خطر التنظيم الإرهابي”.
وختم بالقول، إنه “لا بد من تنظيم الحدود وضبطها ومنع الميليشيات الإرهابية وعناصرها من العبور بالاتجاهين مما يحقق مصلحتي الشعب السوري قبل الشعب العراقي، والنأي بالحياد عن مجريات ما يحدث في سوريا، ولكن السؤال هل العراق قادر على ذلك؟ لا أظن ذلك حاليا في ظل هذه التركيبة السياسية التابعة والخاضعة لإيران التي تنفذ ما تؤمر وتوجه به من خلال مندوبي إيران وقاآني في مؤسساته السياسية والوزارية والإدارية المختلفة”.
ومؤخرا، وصف وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي، في تصريحات لوسائل محلية، مخيم الهول بأنه “أصبح بؤرة تابعة لتنظيم داعش”.
كما أكد باحث في الشأن الإيراني، أن إيران تستخدم “الأنفاق” التي حفرها تنظيم داعش في فترات سابقة على الحدود السورية العراقية، لتغذية مشروعها الاستراتيجي ودعم ميليشياتها بالأسلحة.