شهدت المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام والميليشيات الموالية لها في مدينة دير الزور وريفها، زيادة في الضغوط النفسية بسبب الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يعاني منها السكان والتي أثرت بشكل خاص على النساء، خاصة اللواتي فقدن معيلهن جراء المعارك السابقة في المنطقة أو نتيجة هجرتهم للبحث عن فرص عمل حقيقية توفر لهم مزيدًا من الأموال.
ودفعت تلك الضغوط بعض النساء إلى تعاطي بعض أنواع الحبوب المسكنة والمهدئة، وبالرغم من أنها تتطلب وصفة طبية رسمية من طبيب متخصص، إلا أن الفساد المنتشر داخل القطاع الصحي سمح لهؤلاء النساء بالحصول على هذه الأدوية مقابل مبالغ مالية إضافية تدفع لأصحاب الصيدليات المحلية، بالإضافة إلى ذلك.
مراسل منصة SY24 في دير الزور أشار إلى تورط عدد كبير من موظفي الصحة وأصحاب الصيدليات النقابية والخاصة، بالإضافة إلى بعض قادة وأفراد الميليشيات المسلحة في عمليات ترويج الحبوب المهدئة بين النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين الثلاثين والخمسين، مؤكداً أن الأجهزة الأمنية والشرطة في المدينة لم تقم بأي إجراء لمحاسبة المتورطين منهم، وغالبًا ما يتم إطلاق سراح المروجين بعد ساعات أو أيام من اعتقالهم.
الضغوط النفسية على النساء تؤثر سلبًا على عائلاتهن، مما يتسبب في زيادة حالات الطلاق وتفكك الأسر وتشرد الأطفال، هذه المشاكل أيضًا تؤثر على حالة الطلاب وزيادة تسربهم من المدارس وتعاطي المواد المخدرة.
“مها”، اسم مستعار لمستشارة نفسية في إحدى الجمعيات المحلية في دير الزور، قالت إن نسبة الاكتئاب زادت بشكل كبير بين النساء في المدينة خلال السنوات الأخيرة، وخاصة بالنسبة للنساء العاملات أو اللواتي فقدن أزواجهن في الحرب، وبعضهن يلجأن إلى الاستشارة مع أطباء نفسيين ومرشدين اجتماعيين للحصول على المساعدة النفسية والطبية، في حين يلجأ البعض الآخر منهن إلى تعاطي المهدئات للهروب من الواقع الصعب الذي يعيشونه.
تجدر الإشارة إلى أن مدينة دير الزور تعاني من وضع اقتصادي وأمني صعب، مثل الكثير من المدن التي تسيطر عليها قوات النظام والميليشيات الإيرانية والروسية، ويؤدي ذلك إلى ارتفاع تكلفة المعيشة ونقص الوظائف، مما يجعل الضغوط النفسية أمرًا شائعًا بين السكان.