تحديات كبيرة تواجهها المدارس في محافظة درعا تزامناً مع دخول فصل الشتاء، حيث تفتقر المنشآت التعليمية إلى البينة التحتية ومواد التدفئة، فغالبية المدارس بلا أبواب ونوافذ ومنها بلا مقاعد صفية، فضلاً عن عدم وجود مواد تدفئة، ما يعني أن الموسم الدراسي هذا العام غير مهيأ صحياً ولوجستياً لاستقبال الطلاب، وسط تجاهل واضح من قبل حكومة النظام في إصلاح الأعطال وترميم المدارس.
مراسلنا في درعا، أكد أن عدداً كبيراً من المؤسسات التعليمية تسعى جاهدة إلى تأمين الدفء والبنية التحتية لتوفير بيئة دراسية آمنة ومريحة للطلاب، بدعم من الأهالي واللجان المحلية لتخفيف آثار هذه الظروف الصعبة.
على خلفية ذلك، أطلقت عدة مدارس في درعا نداءات استغاثة فيما يتعلق بتأمين الوقود والمدافئ وإصلاح الأبواب والنوافذ في الغرف الصفية، لضمان سلامة الطلاب خلال فصل الشتاء، إلا أن الموارد المحدودة جعلت إمكانية تأمين جميع المستلزمات بشكل كامل غير ممكنة في الوقت الحالي.
وأكد مراسلنا أن مدراء المدارس يواجهون صعوبة في تأمين احتياجات الطلاب، بسبب عجز الحكومة السورية على تقديم مساعدات كافية، مشيراً أنها تكاد معدومة في بعض المناطق.
وحصلت منصة Sy24 على تقارير تؤكد أن مديرية التربية والتعليم في درعا قدمت ألف لتر من المازوت العام الماضي لكل مدرسة، وهي كمية قليلة جداً بالنسبة لاحتياجات المدارس الفعلية، ولا تكف سوى عدة أيام فقط بمعدل ساعة ونصف يومياً فقط.
وبحسب احصائيات مديرية التربية، فإن 60 بالمئة من المدارس مدمرة وغير مؤهلة لاستقبال الطلاب، بالوقت الذي يعود سبب تدميرها إلى القصف الجوي من قبل طائرات النظام السوري وروسيا، ما تسبب بوجود أعداد كبيرة في بقية المدارس غير المتضررة، إثر دمج معظم المدارس مع بعضهم، وأصبح عدد الطلاب في الصف الواحد قرابة 50 إلى 60 طالب بدلاً من 28 طالب بالحد الطبيعي.
وأكد عدد من أهالي الطلاب لمراسلنا أنهم هذا العام لن يرسلوا أبنائهم إلى المدارس في الأيام الباردة، والتي يكون فيها الطقس سيء في حال لم تتوفر مواد التدفئة، ويتم إصلاح النوافذ، ويقومون بتعليم أبنائهم في المنزل وفقاً للمنهاج التعليمي المتبع.
وأشاروا إلى إهمال الجهات المعنية التي باتت عاجزة عن اتخاذ إجراءات فعالة لضمان توفير الدفء والبيئة التعليمية الملائمة، وتعزيز التعليم ليكون أكثر فعالية وجاذبية للطلاب ومكافحة ظاهرة التسرب، من خلال
تكثيف جهودها وتوجيه المساعدات للمدارس بشكل فوري.
وطالبوا المجتمع المحلي والمنظمات الإنسانية والدولية والمغتربين من أبناء محافظة درعا، تقديم الدعم والمساعدة لتوفير بيئة دراسية آمنة ومحفزة للطلاب في ظل الأزمات المعيشية والاقتصادية والاجتماعية الخانقة التي يعيشها المواطنين في الداخل السوري.
وذكرت تقاريرنا السابقة أن مديرية تربية درعا لم تقدم أي خدمات لمدارس المحافظة منذ عدة سنوات، وعمد الأهالي منذ 2018 إلى جمع التبرعات من المغتربين، و أعادوا ترميم معظم المدارس في المدن والبلدات التي دمرها الطيران الحربي والقذائف، بمبالغ وصلت لـ 100 مليون للمدرسة الواحدة، إضافة إلى مشاركة الأمم المتحدة في إعادة ترميم عدة مدارس في مخيم درعا وطريق السد، دون أن يكون لمسؤولي النظام أي مبادرة فعلية في تحسين واقع التعليم.