شهدت مدارس مدينة الرقة ارتفاعاً ملحوظاً في عدد الإصابات بالأمراض الجلدية الموسمية بين الطلاب وخاصةً في مرحلة التعليم الأساسي، نتيجة الازدحام الكبير داخل الصفوف الدراسية والتأخر في تأهيل دورات المياه والصرف الصحي في المدارس وتجمع كميات كبيرة من القمامة في محيطها، وعدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة لمنع انتشار مثل هذه الأمراض.
مكتب الصحة المدرسية في مدينة الرقة باشر بتوزيع كميات من الأدوية الوقائية للأمراض الجلدية الموسمية على عدد من المدارس التي تديرها اللجنة في المدينة، بإشراف كامل من الأطباء التابعين للجنة الصحة بغرض تعليم الأطفال كيفية تجنب الإصابة بتلك الأمراض أو الحد من نقل العدوى فيما بينهم.
عمليات توزيع الأدوية شملت معظم المدارس التي تديرها لجنة التربية والتعليم التابعة لمجلس الرقة المدني، مع استعدادات لتوسيع نطاق هذا المشروع ليشمل بقية المدارس في المدينة والريف المحيط بها بغرض استهداف أكبر قدر ممكن من الأطفال لتجنب إصابتهم بالأمراض الجلدية الموسمية مثل اللشمانيا والجرب والشرى.
“مرام الحسين”، معلمة مدرسة ومن سكان مدينة الرقة، ذكرت أن “الإصابة بالأمراض الجلدية المعدية في المدينة بات أمراً طبيعياً وخاصةً بين طلاب المدارس، وذلك نتيجة الاكتظاظ الكبير داخل الفصول الدراسية والتأخر في إعادة تأهيل كافة المدارس المدمرة بالرغم من مرور خمس سنوات على انتهاء العمليات العسكرية في المدينة، ناهيك عن غياب الوعي والثقافة الطبية بين الأطفال”، على حد قولها.
وفي حديثها مع منصة SY24 قالت: “تجد في الصف الواحد أكثر من 50 طالب وطالبة يجلس معظمهم متلاصقين في مقاعد مشتركة ولهذا فإن احتمال انتقال أي عدوى فيما بينهم ترتفع مع مرور الوقت، ما رفع نسبة الإصابة بالأمراض بشكل عام والجلدية بشكل خاص كونها تنتقل باللمس و الهواء والتنفس، وعليه فإن أفضل الحلول لتجنب الإصابة بهذه الأمراض هي إعادة تأهيل المدارس وتوزيع الطلاب عليها وإقامة صفوف نموذجية اسوة بالدول الغربية”.
وأضافت أن “توزيع بعض الأدوية المضادة للأمراض الجلدية من قبل الصحة المدرسية غير كافي ويجب معالجة سبب المشكلة من الجذور، وإطلاق حملات توعوية بين سكان المدينة وتجنب رمي القمامة في الأماكن السكنية ورش المبيدات الحشرية المسببة لبعض هذه الأمراض بشكل دوري، وغيرها من الإجراءات المتبعة في مثل هذه الحالات بغرض تقليل أعداد المصابين وحماية الطلاب وضمان استمرار العملية التعليمية”.
والجدير بالذكر أن مدينة الرقة، الخاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، تعاني من انتشار واضح وغير مسبوق لعدد من الأمراض الموسمية المعدية مثل اللشمانيا والتهاب القصبات الهوائية والملاريا والكوليرا وغيرها وخاصةً في المخيمات العشوائية المنتشرة في محيطها، وذلك بسبب تدهور القطاع الصحي فيها وتراكم القمامة بشكل كبير في المناطق المأهولة بالسكان وعدم اتخاذ تدابير وقائية كافية قادرة على الحد من الإصابة بتلك الأمراض.