أصيبت سيدة في العقد الثالث من العمر بـ “رصاصة طائشة” أثناء احتفال أحد قادة ميليشيا الدفاع الوطني في ديرالزور بزفاف ابنه، ما استدعى إلى نقلها للمستشفى ووضعها تحت العناية المركزة لعدة ساعات قبل أن تخرج من مرحلة الخطر، وسط حالة من الخوف والحزن لدى عائلتها التي تعيش بالقرب من إحدى صالات الأفراح في المدينة التي تسيطر عليها قوات النظام.
الإصابة التي تعرضت لها السيدة ليست الأولى من نوعها في المدينة، حيث تتكرر مثل هذه الحوادث بشكل متتالي وخاصة في المناسبات الكبيرة مثل الأعراس أو تشييع قتلى النظام ولدى صدور نتائج شهادات التعليم الأساسي والثانوي، وغيرها من المناسبات التي يتم فيها استخدام الأسلحة الخفيفة للتعبير عن سعادة المختلفين أو حزنهم.
مراسل SY24 في ديرالزور أشار إلى وجود حالة من الغضب والسخط لدى أبناء المدينة بسبب ظاهرة إطلاق الرصاص العشوائي في المناسبات الخاصة والعامة، محملين الحكومة والأجهزة الأمنية مسؤولية تلك الحوادث لعدم قيامها بتطبيق قرار منع إطلاق الرصاص في الهواء تحت أي ظرف كان في المدينة.
المراسل أكد قيام عدد من العائلات بالانتقال من منازلهم التي تقع بالقرب من صالات الأفراح في المدينة وعرضها للبيع أو للايجار وذلك بسبب إطلاق النار المتكرر الذي يحدث تقريباً كل أسبوع مرة أو اثنين، فيما طالب الأهالي حكومة النظام بسحب السلاح من عناصر الميليشيات المسلحة وعدم السماح لهم بالتجول بأسلحتهم الشخصية داخل أحياء المدينة وبالذات بالنسبة لعناصر الميليشيات الإيرانية المراهقين الذين لم تتجاوز أعمارهم الثامنة عشرة.
“أم أحمد” سيدة من سكان حي الرصافة غربي ديرالزور، ذكرت أنها بدأت تفكر الانتقال من منزلها الذي تعيش فيه منذ أكثر من عشرين عام والذهاب إلى منطقة اخرى أو الخروج من المدينة بشكل نهائي، وذلك بسبب تكرار عمليات إطلاق الرصاص العشوائي بجانب منزلهم الذي يقع بالقرب من إحدى صالات الاعراس المشهورة في المدينة”، على حد وصفها.
وفي حديثها مع مراسل SY24، قالت: إن “منزلي يقع بالقرب من صالة سومر إحدى كبرى صالات الأعراس في ديرالزور كما أنها تقدم المشروبات الروحية بشكل مستمر طوال الأسبوع، ما جعلها مقصداً لقادة وعناصر الميليشيات المسلحة الموجودة في المدينة والذين يخرجون بشكل يومي وهم بحالة سكر ويطلقون الرصاص العشوائي على المنازل دون أي رادع من الأجهزة الأمنية”.
وأضافت “قدمنا عشرات الشكاوى إلى الشرطة المدنية والأمن العسكري والشرطة العسكرية وغيرها من الأجهزة الأمنية، غير أن هذه الشكوى ذهبت أدراج الرياح لأن معظم قادة تلك الفروع هم من رواد هذا المكان أو غيره ويقومون بذات التصرفات وربما أكثر، وعليه فإن أنسب حل هو الهرب من المدينة باتجاه دولة أخرى والعيش هناك بأمان”.
والجدير بالذكر أن أكثر من 50 شخص بينهم نساء وأطفال قد قتلوا في حوادث إطلاق نار عشوائي في المناسبات الخاصة والعامة بمدينة ديرالزور التي تسيطر عليها قوات النظام والميليشيات الإيرانية والروسية الموالية لها خلال العام الماضي، وسط مناشدات محلية بضرورة تطبيق قرار منع إطلاق الرصاص العشوائي في المناسبات العامة والخاصة ومحاسبة من يقوم بذلك سواءً كان مدنياً أم عسكرياً.