بصواريخ تحمل ذخائر حارقة جددت قوات النظام قصفها لمناطق شمال غربي سوريا منتصف الليلة الماضية، حيث استهدفت قرية التوامة بريف حلب الغربي، ضمن حملة التصعيد الممنهجة التي شنها النظام منذ أسابيع على المنطقة.
وفي التفاصيل التي رصدتها منصة SY24 فإن القصف الذي تعرضت له قرية “التوامة” الليلة الماضية، تسبب بحالة نزوح واسعة من قبل الأهالي، فضلاً عن وقوع أضرار مادية كبيرة، ودمار في المنشآت التعليمية، منها مدرسة التوامة الشرقية، حيث سقط أحد الصواريخ في باحة المدرسة، والآخر في مدرسة “مصطفى عمر مصطفى”، إضافة إلى إلحاق أضرار مادية في مخيم “القناطر” للمهجرين، وأضرار في منازل المدنيين ومركباتهم.
على خلفية ذلك ،استجابت فرق الدفاع المدني السوري لمكان القصف، وتفقدت أوضاع الأهالي في الأماكن التي طالتها الصواريخ التي تحمل ذخائر حارقة، وساعدت في إجلاء عددٍ من العوائل في القرية مؤكدة أنها لم تتلقَ بلاغاً عن إصابات بين المدنيين.
وقال “وليد أصلان” متطوع في الدفاع المدني السوري في حديث خاص لمنصتنا، أن بلدات ريف حلب الغربي تتعرض بشكل عام يومياً لقصف مدفعي مصدره قوات الأسد والميليشيات المساندة لها، مستخدمة الأسلحة المحرمة دولياً بشكل متصاعد خلال الأسابيع الأخيرة، في وقت تواصل القصف المدفعي والصاروخي على بلدات ريف إدلب وحماة، موقعة ضحايا بين المدنيين.
حيث تعد سياسة النظام الممنهجة باستهداف المدنيين والمنشآت الحيوية والمرافق العامة ومنها التعليمية في شمال غرب سوريا أبرز الأسباب التي ساهمت بشكل مباشر في نزوح العائلات وتدمير منازلهم واستهداف البنية التعليمية أيضاً.
حيث تسبب القصف في اليومين الماضيين بخروج عدد كبير من المدارس عن الخدمة وتسرب مئات الطلاب وبقائهم بلا تعليم، في انتهاك واضح وصريح لحقوق الإنسان والأطفال والكوادر التعليمية، وحقهم في الحصول على بيئة تعليمية آمنة، يعيق سير العملية التعليمية في ظل واقع صعب تعيشه مناطق شمال غربي سوريا، مع طول سنوات القصف والتهجير.
و تناولت منصة SY24 يوم أمس الأحد بشكل مفصل استهدفت قوات النظام مدرسة “أحمد سبلو” ، ومركز الأمين الصحي في مدينة أريحا جنوبي إدلب، إثر القصف الصاروخي لقوات النظام الذي استهدف المدينة مساءً.
وأكد “أصلان” لنا أن القصف أسفر عن إصابة مدنيين بينهم طفلة وامرأة، كما ألحق دماراً واضحاً في بنية المدرسة التي تضم أكثر من 40 طفلاً، في حادثة هي الثانية هذا الشهر الذي يتم فيه استهداف المدارس في مدينة أريحا.
وشهدت الفترة الأخيرة تصعيداً غير مسبوق من قبل النظام على المدنيين في المنطقة حيث استهدف أمس الاثنين أطراف بلدة محمبل في ريف إدلب الغربي بقصف صاروخي، كما تعرضت قرى بيدر شمسو وإنب في الريف نفسه لقصف مماثل، دون وقوع إصابات حسب الدفاع المدني السوري
وعليه طالب فريق الدفاع المدني، ببذل كل الجهود الداعمة لاستمرار عملية التعليم التي تعد الاستثمار الأكبر في الإنسانية مع التشديد على محاسبة نظام الأسد وروسيا على جرائمهم في سوريا واستهدافهم الممنهج للمدارس، حيث أكد تقرير سابق لمنظمة اليونسيف، أن عدد المدارس التي تعرضت للتدمير الكلي أو الجزئي، تجاوز 4 آلاف مدرسة منذ منتصف عام 2011، أي ما يشكل 40 في المئة من إجمالي عدد المدارس في سوريا.