وحدها رائحة الموت والبارود من كانت تفوح في مدينة إدلب الليلة الماضية، وصوت القذائف والقصف كان أقوى من صوت بكاء الأطفال والأمهات، في تصعيد عسكري غير مسبوق شهدت المنطقة شمال غربي سوريا الفترة الأخيرة، من قبل نظام الأسد وروسيا وبات يهدد حياة ملايين السكان ويضاعف مأساتهم بعد أكثر من 12 عام من الحرب والتهجير والنزوح .
وأسفر القصف الذي استهدف الأحياء السكنية وسط مدينة إدلب ومحطة مياه ومسجد يوم أمس الخميس عن قتيل وإصابة تسعة مدنيين آخرين، بينهم امرأتان بجروح خطيرة حسب ما أكده “حميد قطيني” متطوع في الدفاع المدني السوري لمراسلنا.
وأثارت تلك الليلة المروعة مخاوف السكان وخاصةً النساء والأطفال ما يضطرهم إلى إخلاء منازلهم والبحث عن مكان أقل خطراً على حياتهم وشهدت عدة أحياء نزوح إلى مناطق أخرى مدينة إدلب، حيث أجلت فرق الدفاع المدني السوري عائلات إلى مدن أكثر أمنا نسبياً.
وفي ذات السياق تعرضت أطراف مدينة سرمين بريف إدلب الشرقي، لقصف صاروخي من قبل قوات النظام يوم أمس الخميس أيضاً، أسفرت عن إصابة طفل بجروح طفيفة جراء استهدف الأحياء السكنية، وتم نقل الطفل إلى المشفى لتلقي العلاج.
وأكد “قطيني” أن شهر تشرين الأول كان الأعنف من ناحية التصعيد وشن هجمات من قبل قوات النظام وروسيا، وقال في حديثه إلينا إن “الفرق استجابت حتى يوم 22 تشرين الأول لـ 238 هجوماً على 68 مدينة وبلدة في مناطق شمال غربي سوريا، تسببت هذه الهجمات بمقتل 56 مدنياً بينهم 20 طفلاً و 10 نساء، و إصابة 251 مدنياً بينهم 73 طفلاً و 43 امرأة”.
وأضاف أن الفرق منذ بداية العام الحالي 2023 وحتى يوم 22 تشرين الأول استجابت لـ 995 هجوماً من قوات النظام وروسيا على شمال غربي سوريا من بينها 52 هجوماً جوياً بالطائرات الحربية الروسية، أدت مجموع الهجمات لمقتل 119 مدنياً بينهم 31 طفلاً و 16 امرأةً، وإصابة 531 مدنياً بينهم 169 طفلاً و84 امرأةً.
وكان من بين هذه الهجمات 10 هجمات على المخيمات، تسببت بمقتل 4 مدنيين بينهم امرأة، وإصابة 31 مدنياً بينهم 10 أطفال و 7 نساء
وطالب الدفاع المدني من المجتمع الدولي والأمم المتحدة وكافة المنظمات الحقوقية بالوقوف بحزم إلى جانب المدنيين وتحمّل مسؤولياتهم، ووقف هجمات نظام الأسد على أكثر من 4 ملايين مدني، واتخاذ موقف فعلي رادع يضع حداً لتلك الهجمات، والعمل بشكل فوري لمحاسبة نظام الأسد وروسيا على جرائمهم.