أقدم عدد من أهالي حي الحميدية في مدينة دير الزور على إتلاف كمية من المساعدات الغذائية التي وزعتها منظمة الهلال الأحمر، التي تتبع للنظام السوري، بعد اكتشاف الأهالي أن معظم هذه المساعدات كانت “منتهية الصلاحية وغير صالحة للاستهلاك البشري”، وذلك وسط حالة من الاستياء والغضب لدى السكان الذين اتهموا المشرفين على المنظمة بالفساد.
اتهم الأهالي موظفي الهلال الأحمر بتبديل المساعدات التي وصلت من الأمم المتحدة بمواد أخرى فاسدة أو منتهية الصلاحية، هذا الأمر جاء نتيجة التعاون بين مسؤولي المنظمة وتجار محليين وضباط في ميليشيا الأمن العسكري بهدف تحقيق ربح مادي من خلال بيعها في السوق المحلية.
المراسل التابع لـ SY24 في دير الزور، أفاد أن مسؤولي منظمة الهلال الأحمر أفرغوا المستودعات من المساعدات الغذائية القادمة من منظمات دولية وقاموا بتبديلها بمواد محلية الصنع تقترب من انتهاء صلاحيتها، وذلك بهدف التخلص منها وبيع المساعدات الصالحة للاستهلاك في السوق المحلية بأسعار أعلى ومشاركة الأرباح بينهم.
جاسم الحمادي، ساكن في حي الحميدية بدير الزور، أشار إلى أن الأهالي تفاجؤوا بتوزيع سلال غذائية على المواطنين دون إعلان مسبق، وهذا رغم تأخر توزيع المساعدات أكثر من شهر ونصف عن الموعد المتوقع، لاحظ الأهالي أن معظم المنتجات الموزعة كانت منتهية الصلاحية وغير صالحة للاستهلاك البشري، مما دفعهم لإتلافها وللمطالبة بالتعويض عنها.
وأضاف أن الفساد داخل منظمة الهلال الأحمر تجاوز كل التوقعات، حيث يعلم الموظفون أن المساعدات التي يتم توزيعها على المواطنين، وخاصة الأطفال، غير صالحة للاستهلاك البشري. لذا، ينبغي محاسبة هؤلاء الموظفين والقادة في المنظمة ومحاكمتهم على وجه السرعة وتعويض الأهالي بسرعة.
وأشار إلى أن معظم السكان رفضوا استلام المساعدات من المنظمة قبل التأكد من تاريخ صلاحيتها. وذلك على الرغم من رفض المسؤولين عن عمليات التوزيع فتح الصناديق. وذلك في ظل حالة من الغضب والاستياء بسبب التجاوزات المتكررة للقادة في المنظمة وحالات الفساد المنتشرة فيها. والتي تسببت في انقطاع المساعدات عن السكان لفترات طويلة.
ويُذكر أن معظم أهالي مدينة دير الزور، التي تخضع لسيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية والروسية الموالية له، يعيشون تحت خط الفقر ويحتاجون بشدة إلى المساعدات الغذائية التي تقدمها الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في المدينة، وتُوزع هذه المساعدات عبر منظمة الهلال الأحمر التابعة للنظام، وذلك وسط انتشار حالات الفساد والمحسوبية لدى القادة في المنظمة وتكرار حالات سرقة المعونات النقدية والمواد العينية المقدمة للسكان.