تجد شريحة واسعة من الأهالي في دمشق وريفها صعوبة بالغة في تأمين لقمة العيش وتكاليف التعليم الطبابة وباقي مستلزمات الحياة الضرورية، وشكل هذا الوضع الاقتصادي الصعب تحديًا كبيرًا لأغلب المواطنين السوريين، وسط أزمة غير مسبوقة، ولاسيما بعدما رفعت حكومة النظام أسعار المحروقات في دمشق وريفها مطلع الأسبوع الجاري.
وتناولت منصة SY24 قرار ارتفاع أسعار المحروقات بشكل مفصل، حيث أدى بدوره إلى ارتفاع جنوني بالأسعار بشكل مباشر شمل جميع المواد الأساسية، وأثر على حياة المواطنين، ولاسيما طبقة الموظفين وذوي الدخل المحدود والفقراء معدومي الدخل.
“وفاء” سيدة اربعينية تقيم مع أطفالها الأربعة في بلدة “معربا” بريف دمشق في منزل أجرته 200 ألف ليرة سورية، تعمل في أحد ورش الخياطة القريبة منها، تقول في حديثها إلينا إن الأسبوع الحالي شهد ارتفاعاً غير مسبوق بالأسعار وحتى أن صاحب المنزل طلب زيادة منذ أول الشهر بحجة الغلاء.
وأكدت أن أسعار المواد الغذائية واللحوم والخضروات، والأدوية والملابس والقرطاسية وأجرة المواصلات ارتفعت ايضاً باستثناء أجرة العمال ورواتب الموظفين فهي مازالت تراوح مكانها منذ أشهر حسب تعبيرها.
تخبرنا السيدة أنها عزفت عن الطبخ سوى مرة واحدة بالأسبوع، واعتمدت على (النواشف) من أصناف الإفطار فهي أرخص ثمناً مقارنة مع تكاليف الطبخ واستهلاك الغاز والزيت والمواد الأخرى، حيث تقدر تكلفة معيشة أسرة مكونة من خمسة أفراد بالحد المتوسط الأدنى قرابة أربعة ملايين ليرة سورية، ناهيك عن تكاليف والتعليم والرعاية الصحية بالوقت الذي تتسع فجوة الدخل بشكل واضح ولا تتناسب مع معدل الإنفاق اليومي.
ومطلع شهر تشرين الثاني الجاري كشف تقرير المنظمة التابعة للأمم المتحدة، أن تكلفة السلة الغذائية ارتفعت في أيلول الماضي إلى 938 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل 67 دولاراً، وفق سعر الصرف في السوق السوداء.
مشيراً إلى أن تخفيض دعم الوقود في الأشهر الأخيرة، إضافة إلى انخفاض قيمة الليرة السورية، أدى إلى مزيد من الضغوط التضخمية على تكلفة السلة الغذائية، وحذر البرنامج من أن الطلب المتزايد المحتمل على الطاقة مع اقتراب فصل الشتاء، والصراع الإقليمي الحالي، يهدد على المدى القريب، بتغيير الأسعار في سوريا.
وفي وقت قريب قدر خبير اقتصادي لموقع محلي في دمشق، أن معدلات التضخم وصلت في الأشهر القليلة الماضية من هذا العام إلى 170 بالمئة، ومن المتوقع أن تصل إلى 300 بالمئة نهاية عام 2023 ، مع انخفاض قيمة الليرة السورية بشكل كبير نتيجة القرارات الحكومية غير المدروسة، محذراً من أن قرارات رفع أسعار المحروقات سيؤدي إلى رفع أسعار 360 مادة معه، معتبراً أن قرار الحكومة غير مدروس لجهة توقيت صدوره.
وكانت منصة SY24 قد رصدت أحدث نشرة أسعار المحروقات حيث وصل سعر اللتر الواحد من مادة المازوت الحر وصل إلى 12,430 ليرة سورية في أسواق دمشق، أما سعر ليتر البنزين “أوكتان 95” فقد وصل إلى 12,720 ليرة وسط تدني مستوى الدخل وانعدام القدرة الشرائية، تزامناً مع دخول فصل الشتاء وقلة فرص العمل وبالعودة إلى أسعار المواد الغذائية في السوق، ما شكل عبئاً على السكان ولاسيما الفقراء وذوي الدخل المحدود وعمال المياومة.