تفيد الأنباء الواردة من شرقي سوريا بمعاناة غير مسبوقة يعاني منها الأطفال المصابون بمرض التوحد، حيث تتمثل تلك المعاناة بضعف الرعاية الصحية المقدمة لهم إضافة إلى تحديات مجتمعية أخرى.
ولا تقتصر المعاناة لدى الأطفال المرضى وحسب، بل تمتد إلى ذويهم أيضا وخاصة من يسكن في القرى والبلدات النائية والتي لا تتوافر فيها مراكز صحية لمتابعة حالات الأطفال المرضى.
كما يشتكي أهالي مرضى التوحد من عدم وجود مراكز صحية في قراهم وبلداتهم، أو من بعد المسافات في حال اضطروا لاصطحاب أطفالهم المرضى لتلقي العلاج في مدينة أو منطقة أخرى مجاورة لهم.
ويعتبر تراجع الدعم المقدم من المنظمات الإنسانية والطبية لمراكز معالجة مرضى التوحد، من أبرز الصعوبات التي يواجهها الأطفال المرضى والأهالي في آن واحد.
وحسب بعض أبناء المنطقة فإن فئة الأطفال المصابين بمرض التوحد هي “فئة مهملة من قبل الإدارة الذاتية، ولا يستطيعون الاندماج مع من حولهم، أو الذهاب إلى المدارس، وممارسة حياتهم كما بقية الأطفال”، وفق تعبيرهم.
وأفاد الناشط أبو عبد الله الحسكاوي لمنصة SY24، بأن مرضى التوحد يحتاجون إلى رعاية من نوع خاص، ولكن للأسف هناك إهمال صحي كبير في المنطقة ليس لأصحاب هذا المرض فقط، بل كثير من المرضى وخاصة أصحاب الأمراض المزمنة ومرضى السرطان ومرضى القلب يعانون من غلاء أجور المعاينات وأجور العمليات وغلاء أسعار الأدوية.
وطالب الحسكاوي المنظمات العاملة في المنطقة وعددها ليس بقليل، حسب تقديراته، بدعم المراكز الصحية التي تقدم العلاج لمرضى التوحد من الأطفال، ودعم باقي المراكز التي تقدم خدماتها الطبية للمرضى في عموم المنطقة الشرقية.
ووفقا لمصادر طبية متطابقة، فإن مرض التوحد هو اضطراب عصبي نمائي يؤثر على كيفية التواصل والتفاعل الاجتماعي لدى الأطفال، ويتميز التوحد بمجموعة من الأعراض، بما في ذلك: صعوبة في التواصل اللفظي وغير اللفظي، صعوبة في فهم مشاعر الآخرين، سلوكيات متكررة أو نمطية، اهتمامات أو أنشطة محدودة.
ويمكن أن تختلف أعراض التوحد من طفل لآخر، وقد تكون خفيفة أو شديدة، في حين لا يوجد علاج للتوحد، ولكن هناك علاجات يمكن أن تساعد الأطفال على تطوير مهاراتهم وتحسين نوعية حياتهم، يمكن أن تشمل هذه الموارد العلاج السلوكي المعرفي والعلاج بالنطق والعلاج المهني والدعم الاجتماعي.