قتل زعيم إحدى الميليشيات المسلحة الموالية لروسيا في دير الزور، الذي يدعى جمعة سليمان ويُلقب بـ “المختار”، بعد فترة قصيرة من إصابته بجروح خطيرة جراء انفجار عبوة ناسفة في مقره بحي الجورة غرب المدينة، وسط اتهامات موجهة إلى الميليشيات الإيرانية المتواجدة في المدينة، التي تعد المنافس الأكبر للميليشيات الموالية لموسكو.
ووفقًا لمصادر محلية، كان زعيم الميليشيا الموالية لروسيا، جمعة سليمان، في مقره مع عدد من أعضاء الميليشيا وقادة الجماعات المسلحة التابعة له، ثم انفجرت عبوة ناسفة قوية في المقر، مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد كبير من أفراد الميليشيا، حيث نُقل سليمان إلى مستشفى الزين الخاص وفارق الحياة هناك بسبب جروحه.
وأشار مراسل منصة SY24 إلى أن الاتهامات توجهت بشكل مباشر إلى الميليشيات الإيرانية في المدينة نتيجة الخلافات المتكررة التي نشبت بين قادتها بشأن عمليات تهريب المخدرات والتجارة غير القانونية وتجارة الأسلحة وأخرى، كونها تجلب مبالغ مالية هائلة لقادة الميليشيات المسلحة.
المراسل أكد وجود حالة استنفار عسكري داخل صفوف الميليشيات الموالية لروسيا في المدينة، حيث تم إغلاق الطرق المؤدية إلى مقار الميليشيا ورفع حواجز ترابية حولها، إضافة إلى تشديد الإجراءات الأمنية في المناطق المحيطة بها ومنع الاقتراب منها للمدنيين والعسكريين، خاصة الذين يتبعون لقوات النظام والفرقة الرابعة الموالية لإيران، كل هذا تحسبًا من المزيد من عمليات الاغتيال التي قد تطال قادة تلك الميليشيات.
عمليات اغتيال قادة وأعضاء الميليشيات المسلحة في مدينة دير الزور ازدادت خلال الأشهر الأخيرة، وذلك نتيجة تصاعد الخلافات بين قادتهم وأيضًا مع قوات النظام وقيادة ميليشيا الفرقة الرابعة، التي أصبحت تهيمن على عمليات التهريب مع مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” على الضفة المقابلة لنهر الفرات، بالإضافة إلى تنظيمهم لتجارة غير قانونية أخرى.
سكان مدينة دير الزور أبدوا قلقهم بسبب استمرار تواجد مقار الميليشيات المسلحة في الأحياء السكنية والمخاطر المحتملة التي يمكن أن يتعرض لها المدنيين، ومن هذه المخاطر، الاشتباكات المسلحة المتكررة وعمليات الاغتيال والهجمات الجوية على هذه المقرات، خاصة تلك التي تتبع لإيران.
يُشار الى أن “جمعة سليمان” الذي يعرف بـ “المختار”، تم تعيينه مختارًا لحي الجورة في بداية اندلاع الثورة السورية عام 2011، ثم شكل ميليشيا المختار بالتعاون مع تجار المخدرات والمطلوبين للعدالة، بإشراف المخابرات الجوية.
وشاركت هذه الميليشيا في العديد من المعارك ضد فصائل المعارضة السورية، بالإضافة إلى مشاركتها في سرقة ممتلكات المدنيين بعد دخولها المدينة في عام 2017، كما يتهم زعيم الميليشيا بتجارة المخدرات والأسلحة والمشاركة في عمليات تهريب وتجارة غير قانونية أخرى، مما جلب له أرباحًا كبيرة مادياً.