حذر فريق الإستجابة الأولية التابع لمجلس الرقة المدني من ارتفاع معدلات الحرائق في المدينة والريف المحيط بها خلال فصل الشتاء مع اتجاه الأهالي إلى استخدام مواد متدنية الجودة في التدفئة والطهي، في ظل الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي وانعدام شبه تام للمحروقات وعدم قيام “الإدارة الذاتية” بتوزيع كافة مستحقات الأهالي من المازوت المخصص للتدفئة هذا العام.
فريق الإستجابة الأولية قال إن أنه استطاع السيطرة على أكثر من 45 حريق خلال شهر أيلول الماضي تفاوت نسبة خطورتها بين المتوسط والمرتفع وسببت بخسائر مادية كبيرة في الممتلكات العامة والخاصة، كما أدت إلى إصابة عدد كبير من المواطنين بحروق من الدرجتين الثانية والثالثة تم علاجها في مستشفى الرقة الوطني والمراكز الطبية التابعة لها.
مراسل منصة SY24 في مدينة الرقة قال إن معظم الحرائق التي ضربت مدينة الرقة خلال الشهر الفائت تركزت في المنازل ومحطات توزيع الوقود والأراضي الزراعية و محالج القطن، وتم التعامل معها من قبل فرق الإطفاء قبل أن تتسبب بخسائر إضافية في الممتلكات العامة والخاصة.
المراسل أشار إلى وجود صعوبات عديدة تواجهها فرق الإطفاء أثناء عملها في إخماد الحرائق وخاصة الضخمة منها نتيجة تدني مستوى التدريب، وانعدام الخبرة لدى عناصرها وعدم وجود معدات وأجهزة متطورة قادرة على مجابهة مثل هذه الحرائق، وانخفاض عدد سيارات الإطفاء وصهاريج المياه وغيرها من المعدات والتجهيزات اللوجستية المهمة.
“أحمد”، أحد العاملين في فريق الإستجابة الأولية في مدينة الرقة، ذكر أن “معدل الحرائق في المنطقة أخذ بالصعود خلال الأشهر الماضية بالتزامن مع اتجاه الأهالي إلى استعمال وسائل غير آمنة في الطهي والإنارة والتدفئة، بالإضافة إلى تدني مستويات الوعي لدى السكان وعدم معرفتهم بكيفية التعامل مع الحرائق حال اشتعالها”، على حد تعبيره.
وفي حديثه مع منصة SY24 قال:” فرق الإستجابة الأولية المنتشرة في مدينة الرقة والريف المحيط بها تتلقى بلاغات يومية عن وجود حرائق مختلفة في المنطقة سببها المحروقات الرديئة نسبياً ورخيصة الثمن والتي يعتمد عليها معظم السكان في التدفئة والطبخ، الأمر الذي سبب ضغطاً كبيراً علينا وبالذات مع عدم وجود فرق كافية قادرة على تغطية جميع المناطق في آن واحد”.
وأضاف:” هناك صعوبة بالغة في الوصول إلى مناطق الحرائق في الوقت المناسب بسبب رداءة الطرق وعدم وجود وسائل تواصل مباشرة وخاصةً في القرى البعيدة عن مراكز تواجد فرق الإطفاء، الأمر الذي تسبب في الكثير من الأحيان بخسائر مادية وبشرية كبيرة لا تعوض أثرت على سمعة عناصر فوج الإطفاء لدى المواطنين وقللت من ثقتهم بهم”.
ويذكر أن معدلات الحرائق في مدينة الرقة قد ارتفعت مؤخراً مع انتهاء موسم حصاد القمح وجني محصول القطن وبدء عملية حلجه في المحالج المنتشرة داخل المدينة وخارجها، ناهيك عن رداءة المحروقات التي توزعها “الإدارة الذاتية” على السكان وغلاء ثمنها واستعمال الأهالي وسائل غير آمنة في الطهي والتدفئة وبالذات في المخيمات العشوائية المتواجدة في محيط المدينة.