يعاني سكان مدينة البوكمال على الحدود السورية العراقية من ازدياد عدد ساعات تقنين التيار الكهربائي لتتجاوز أكثر من ثماني ساعات قطع مقابل أقل من نصف ساعة وصل، في الوقت الذي يتم فيه إيصال التيار الكهربائي إلى منازل قادة الميليشيات الإيرانية والمقرات العسكرية الخاصة بهم بشكل مستمر دون أي قطع ما أثار حفيظة الأهالي.
سكان المدينة قالوا إن الكهرباء التي تصلهم أثناء فترة الوصل لا تكفي لتشغيل معظم الأجهزة الكهربائية بسبب زيادة الحمل ما تسبب في احتراق معظم الأجهزة الإلكترونية الخاصة بهم، مع إجبار الأهالي على دفع فواتير الكهرباء في الوقت المحدد لها وسط تهديدات من موظفي الشركة لهم بالحبس والغرامة المالية في حال تأخرهم عن الدفع.
مراسل منصة SY24 في البوكمال، قال: إن موظفي شركة الكهرباء قاموا بتوصيل خطوط مباشرة لعدد كبير من قادة وعناصر ومقرات الميليشيات الإيرانية بجانب قادة الأفرع الأمنية ومسؤولي الحكومة وبعض الأشخاص المقربين منهم، مقابل قيام هؤلاء الأشخاص بتوفير الحماية لهم وتسهيل إدخال بعض المواد الممنوعة والمهربة إلى المدينة بغرض بيعها في السوق المحلية أو تسيير بعض المعاملات لدى مؤسسات النظام.
المراسل أكد أن حصة مدينة البوكمال من الطاقة الكهربائية لا تكفي لإيصالها إلى المنازل والمنشآت المدنية والعسكرية بشكل مستمر، ما سبب ضغطاً كبيراً على محولات الكهرباء في الأحياء السكنية أدت في الكثير من الأحيان إلى احتراقها وخروجها عن الخدمة، مع تأخر عمال الكهرباء عن صيانتها لفترات طويلة بحجة “عدم وجود محولات بديلة”.
أزمة الكهرباء في مدينة البوكمال تسببت بتعطيل الحياة اليومية للأهالي وأثرت بشكل مباشر على حركة البيع والشراء للعديد من المنتجات الغذائية وخاصةً تلك التي قد تتعرض للتلف في حال لم يتم وضعها في الثلاجات الخاصة بها، الأمر الذي تسبب بخسائر مادية كبيرة للعديد من التجار وارتفاع أسعار بعض السلع والمنتجات وبالذات في فصل الصيف.
“مجد العطية”، من سكان مدينة البوكمال ذكر أن “التيار الكهربائي لا يصلهم إلا 20 دقيقة كل ثماني ساعات ولا يكفي لتشغيل الأجهزة الكهربائية الأساسية مثل البراد والغسالة وغيرها، الأمر الذي دفع عدد كبير من الأهالي إلى بيع تلك الأجهزة والاستغناء عنها والعودة إلى الطرق البدائية سواءً في التبريد أو التنظيف، والاعتماد بشكل كبير على الكاز والشموع في الإنارة”، على حد قوله.
وفي حديثه مع مراسل منصة SY24 قال: “في الوقت الذي يتم فيه قطع الكهرباء عن المدنيين في البوكمال وما حولها فإن قادة الميليشيات الإيرانية ينعمون بالكهرباء طوال اليوم، ويستعملون جميع الأجهزة الكهربائية بما فيها أجهزة التكييف والتبريد، وهذا أمر غير عادل للجميع ويجب على الشركة زيادة عدد ساعات الوصل إلى الضعف على الأقل مع زيادة مخصصات المدينة لكي ينعم أهلها بالكهرباء التي حرموا منها سنوات عديدة”.
وأضاف أن “جميع الورشات والصناعات التي تعتمد على الكهرباء بشكل مباشر قد توقفت عن العمل منذ سنوات، مع استمرار رفض النظام تقديم المحروقات المخصصة لتشغيل المولدات بسعر مدعم أو توفيره بشكل مستمر، ما أثر بشكل مباشر على حركة البيع والشراء في السوق المحلية وأدى إلى ارتفاع أسعار العديد من المنتجات والسلع وبالذات الغذائية منها”.
والجدير بالذكر أن الميليشيات الإيرانية التي تسيطر بشكل كامل على مدينة البوكمال تعمل على احتكار جميع الخدمات المخصصة للمواطنين من كهرباء وماء ومواصلات، وتقوم بقطع الطرق والشوارع الرئيسية التي تمر بجانب مقراتها والتضييق على السكان المحليين لإجبارهم على بيع ممتلكاتهم لها أو الخروج إلى خارج المدينة للاستيلاء على عقاراتهم وتحويلها إلى مساكن خاصة بالعائلات الشيعية التي تريد توطينها في المدينة لتحقيق هدفها في التغيير الديمغرافي للمنطقة.