تفيد الأنباء الواردة من مدينة الرقة شرقي سوريا بإعادة افتتاح المتحف الرئيسي في المدينة، وسط حالة من الاستياء الشديد من فقدان كافة القطع الأثرية الهامة من داخله.
وفي التفاصيل، أفاد أبناء الرقة أنه بعد 10 سنوات يعود متحف الرقة من جديد ليفتح أبوابه على ما تبقى من قطع أثرية والتي كانت قرابة 8900 قطعة أثرية، حسب تقديرات مختصين.
ولفتوا إلى أن 99 % من القطع الاثرية المهمة تم سرقتها بعد عام 2013، مؤكدين أنه بعد هذا التاريخ تحول المتحف لمقرات للمجموعات التي توالت السيطرة على الرقة.
وتابعوا، اليوم يعود المتحف من جديد على أمل أن يتم استعادة ما يمكن استعادته من قطع أثرية تم بيعها للخارج، وفق تعبيرهم.
وذكرت لجنة الثقافة والآثار في مجلس الرقة المدني، أن “الافتتاح جاء بعد إعادة تأهيل المتحف بشكل كامل، وإعادة وضع القطع الأثرية مكانها في الخزن الخاصة بها، حيث يوجد بعض القطع الأثرية القيمة”.
وعقب إعادة افتتاح المتحف توالت ردود الفعل الساخطة من الحال الذي وصل إليه متحف الرقة، معبرين عن ذلك بالقول “للأسف لم يعد يحتوي المتحف إلا على عدد من القطع الأثرية التي لا قيمة لها، من الأفضل إغلاقه وتحويله إلى ساحة كبيرة أو مسجد ينتفع به الناس”، وفق رأيهم.
ورأى آخرون أنه من الأفضل وفي حال عدم وجود قطع أثرية ذات قيمة أن يتحول المتحف إلى مكان للتراث الشعبي الرقاوي، أما إذا كان يحتوي على تحف قليلة فمن الأفضل تخصيص مكان آخر لها، حسب كلامهم.
وأفاد مهتمون بتراث الرقة، أن المتحف تم افتتاحه بالفعل ولكنه للأسف لا يحتوي على اللقى الأثرية الخاصة بالرقة، ولا حتى المخطوطات العثمانية الخاصة بتاريخ مدينة الرقة، وفق رأيهم.
يشار إلى أن متحف الرقة يقع في بناء قديم بني في الفترة العثمانية سنة 1861، وقد استخدم سابقا دارا للسرايا وتحول إلى متحف في 24 تشرين الأول/أكتوبر1981، حيث يتألف المبنى الأثري من طابقين يحتوي كل طابق على مكتشفات أثرية هامة من المواقع العديدة المنتشرة في مختلف أرجاء محافظة الرقة.
وكان المتحف يحتوي على قطع أثرية منوعة كالرقيمات المسمارية والتماثيل الطينية والحجرية والمعدنية سواء البشرية أو الحيوانية، بالإضافة إلى العملات النقدية والفخاريات والخزفيات واللوحات الجصية ولوحات الموزاييك والأختام الاسطوانية وغيرها.
وخلال الفترة الواقعة ما بين 2013 حتى تشرين الأول/أكتوبر 2017 ، أي قبيل تحريرالرقة على يد قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي، تعرّض متحف الرقة للتعديات والتجاوزات من قبل التنظيمات التي استولت على المنطقة بحيث تم نهب معظم محتوياته.
وفي ظل تنظيم داعش، شهد المتحف خراباً في الجهة الغربية وحريق في الجهة الخلفية وسرقت كل القطع الأثرية منه، بحيث باتت محتوياته الأثرية مفقودة وقد سرقت لوحة النباتات وهي واحدة من اللوحات الأربعة الموجودة في القاعة الأمامية من المتحف، كما ودمر داعش كل التماثيل التي وجدت فيه وأحرق وباع كل الصور واللوحات الفنية والأثرية، بحسب المكتب الإعلامي لقوات قسد.