في أسبوع واحد رفعت حكومة النظام أسعار المحروقات والغاز والرسوم الجامعية والمواد الغذائية، واليوم يطال الغلاء رغيف الخبز “عصب الحياة” بالنسبة لغالبية المواطنين، حيث وصل سعر الربطة للفئة المستبعدة من الدعم الحكومي عبر البطاقة الذكية إلى 3000 ليرة سورية بعد أن كانت بـ 1250 ليرة للربطة الواحدة، حسب ما رصدته منصة SY24.
وجاءت هذه الزيادة بعد أن مهدت وزارة التجارة الداخلية قبل أشهر إلى أنها تتحضر لرفع أسعار الخبز بنسبة تصل إلى 70% للخبز المدعوم وبنسبة 100% لخبز البيع المباشر، وشملت الخطة رفع المحروقات والغاز وبالتالي شهدت المواد التموينية الأساسية والسلع الغذائية كالسكر والرز والزيت التي تعد من محتويات السلة الحكومية المدعومة ارتفاعاً ملحوظاً في أسعارها بشكل متفاوت.
يقول “أبو عدنان” مقيم في ريف دمشق، يعمل سائق ميكروباص عمومي، إنه استبعد من الدعم الحكومي أكثر منذ سنة وهو يشتري الخبز الحر بسعر 1250 بمعدل 3 ربطات يومياً لتكفي حاجة عائلته المكونة من خمسة أشخاص، أما اليوم فأصبح تأمين ثمن رغيف الخبز أمراً شاقاً عليه، ولاسيما بعد رفع سعره بنسبة الضعف تقريباً،
يخبرنا أنه أصبح يحتاج 9 آلاف ليرة يومياً ثمن خبز فقط أي بالشهر 270 ألف ليرة شهرياً وهذا ما يعد تحد لعامل مثله بأجرة يومية لاتتجاوز 15 ألف ليرة يومياً.
“أبو عدنان” واحد من مئات آلاف العوائل محددة الدخل في دمشق وريفها، والتي تعاني من أزمة اقتصادية ومعيشية غير مسبوقة، جعلت شغلهم الشاغل تأمين لقمة العيش وسط تدني مستوى الدخل وانعدام القدرة الشرائية لغالبيتهم، يقول من تحدثنا إليهم من الأهالي إن القرارات الأخيرة في رفع الأسعار والغلاء غير منطقي وربما يتسبب بكارثة إنسانية.
ومع ذلك مايزال كثير من المدنيين يصارعون بعضهم بعض أمام الأفران للحصول على رغيف الخبز بالسعر “المدعوم”،ما تسبب بازدحام كبير ضمن طوابير طويلة تمتد في الأقفاص الحديدية المعروفة أمام الأفران والتي تصل لساعات طويلة بشكل يومي.
ليس هذا فحسب، بل رصدت منصة SY24 مطلع الشهر الماضي ازدياد الشكاوى على الأفران في جنوب دمشق، ومناطق الريف الغربي، بسبب الفساد والسرقة التي تحدث وبشكل علني، وسط فوضى أمنية وعجز عن ضبط الوضع من قبل المسؤولين، حسب ما أفاد به مراسلنا.
وفي التفاصيل التي أكدها المراسل، قال: إن “هناك أفران في منطقة عرطوز بريف دمشق، يقوم أصحابها بسرقة المخصصات وبيعها في السوق عبر شركائهم وبشكل علني دون خوف من محاسبة أو رقابة”.
كذلك اشتكى عدد كبير من الأهالي من رداءة نوعية الخبز في الأفران و وصفوها بالسيئة للغاية، ما يدل على سرقة المواد الأولية من المخصصات ما أثر على جودته، وأصبح مختلف الطعم واللون، مع زعمهم أن هناك عطل بالآلات تؤثر على جودة الخبز.
يذكر أن قضايا فساد كبرى تجري دون رقيب أو محاسبة أمام أعين الجميع، ودون أن تتخذ الحكومة إجراءات بحقها، بل قد يتم السكوت عنها من قبل بعض المسؤولين في الحكومة لإتمام عملية السرقة، في إشارة واضحة إلى فشل الحكومة في قراراتها وعدم قدرتها على وضع حد للفساد الذي يجري في معظم المؤسسات والعاملين في الحكومة حسب قوله.
إضافة إلى أن جميع القطاعات الخدمية والاقتصادية تشهد حالة تدهور متواصل في ظل انعدام الخدمات العامة وسط تجاهل المعنيين بها، واستغلال الوضع لتحقيق صفقات مشبوهة وجمع الأموال على حساب الشعب الذي يواجه أسوء الظروف المعيشية، حيث قدر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، أعداد السوريين الذين يعيشون تحت خط الفقر بأكثر من 90% من إجمالي عدد سكان البلاد.