نسبة كبيرة من الخريجين الجامعيين في محافظة إدلب، يعانون من انعدام فرص العمل ضمن تخصصاتهم العلمية بعد التخرج، وما يدفعهم إلى التوجه لسوق العمل بمهن مختلفة عن دراستهم أو مهن شاقة كأعمال البناء، أو ورش القطاف أو الأعمال الزراعية الأخرى، لتأمين لقمة العيش وسط ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة.
أنهى “جلال” 24 عاما، دراسته في قسم التاريخ العام الماضي في مدينة إدلب، وتقدم على إثرها إلى مسابقات ووظائف عدة كلها قوبلت بالرفض، ولم تتح له الفرصة بالحصول على وظيفة مناسبة، إلى أن انتهى به الحال في أحد ورش قطاف الزيتون منذ أسبوع.
“جلال” أب لطفلة صغيرة، يقول: إن “التزامات الحياة جعلته يتنازل عن طموحاته في وظيفة مناسبة لعلمه، وبدأ بالبحث عن أي عمل بأجرة يومية بعد أن فقد الأمل بالحصول على وظيفة في المنظمات حسب قوله، كحال الكثيرين من الخريجين الذين يبحثون عن عمل آخر حتى وإن كان لا يتناسب مع طموحاتهم، من أجل تأمين لقمة العيش”.
عانى “جلال” خلال دراسته من ظروف معيشية سيئة على أمل أن يعوض تلك الأيام بالمستقبل عند تخرجه، إلا أنه اصطدم بواقع خيب أمله بسبب عدم وجود فرص عمل مناسبة له، وكذلك هي حال آلاف الخريجين/ات في المنطقة التي تعاني من كثافة سكانية كبيرة وقلة فرص العمل.
“نور محمود “36 عام، خريجة لغة فرنسية، مهجرة من ريف دمشق إلى الشمال السوري، تخبرنا أن اختصاصها لا يحظى بفرصة عمل شاغرة في إدلب، ما جعلها تبحث عن أي وظيفة أخرى، لكنها لم تتوفق حسب قولها، وانتهى بها الحال بائعة في أحد محلات الألبسة بالمدينة.
بينما لم ينه” عصام” تخصصه الجامعي في أحد الفروع العلمية حتى انخرط في ورشة بناء مع أربعة طلاب من أصدقائه، وذلك لتأمين قسط الجامعي ومصروفهم الشخصي، وسط موجة الغلاء وارتفاع الأسعار.
بات عدد كبير من هؤلاء الخريجين يبحثون عن أي فرصة عمل مهما كانت، وسط غلاء معيشي غير مسبوق، وارتفاع في جميع الأسعار بدءاً من المواد الغذائية وأسعار الوقود والمواصلات وأجرة المنزل وأسعار الكهرباء والنت، وباقي المقومات الأخرى الضرورية للحياة.